قراءة انطباعية لمجموعة «طقس ونيران» للقاصة شمس عليالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2015-11-17 11:02:46

زينب أحمد

الدمام

بدأت رحلتي مع المجموعة القصصية ( طقس ونيران) حين لامست عيني حروف الإهداء المدونة بنيران المحبة والتوق إلى الماضي ومن عبروا الذاكرة، وعلى الرغم من بساطتها وعفويتها وقصرها، إلا أني حين سبرت غورها، تكشّف لي عن وظيفة حيوية، استخدمت وصيغت بشكل ذاتي، وعاطفة قوية يكتنفها الحنين نحو المُهدى إليهم هذه المجموعة.

لقد تم التعبير من خلال الإهداء عن جملة من علاقات بعضها بقي وبعضها غيبته الأيام والسنوات، ولكنها مازالت ترشح بعاطفة حميمة بين المبدعة وشخوص تملكتها.

أهدت المبدعة مجموعتها لعائلتها المتمثلة في الأب والأم والإخوة والأخوات؛ لتشير إلى بعدين لهما علاقة بالنصوص القصصية، قد تتوارى إلا أنها توازي لغة وسياق النصوص، وتحمل تلميحًا وإيحاءً يحفز القارئ، ويدفعه لتلقي النص وفهمه، واستكشاف دلالاته.

البعد الأول: الأم وما تحمله من قوارير عبقة بالدرس الأول في الحب، والبدايات الواعدة، والإخوة والأخوات بما يمثلونه من الاحتواء، والقبول، والاختيار الحر.

أما البعد الآخر فيتمثل في: الأب وارتباط غيبته بانحسار الأمان، والوهج والإحباط ، ومحاولة البحث عن الذات.

كما كان للآخر (من أخذ بيدي) الذي لم يسم، ليعم كل من شارك في الرحلة وساهم في التطوير، وإكمال المسيرة.

لكل هؤلاء تهدي المبدعة مزق من روحها، تهدي ما انتزع منها، فاستخدام كلمة (مزق) دون غيرها تعبر عن عنف وقسوة التجربة، وتقلبات الأيام، ونحت الروح، وتمزيق الذكريات، تمّ نسجها متفرقة من جديد؛ لتشكل ظفيرة قصصية إبداعية.

 فالروح كينونة محركة للجسد وللنفس، تعبق بالحياة، هي الطاقة المبدعة، هي العنصر غير المادي من الإدراك والوعي والشعور، هي من يقبض ويدير عقل الإنسان.

الروح هي ذات قائمة بنفسها متحدة بالجسد (قلب، أو دم، أو مخ، أوفي كل خلية من الجسم).

ويشكل المكان بعدًا أساسيًّا في تشكيل هذه الروح مع تعدد الزمن، وهكذا هي المجموعة تلتحم بالروح وإرادة الحياة.

 

ملامح المجموعة القصصية

• استخدام العنوان كان مقصودًا في قصص المجموعة: فمثلاً قصة (وطن، طيور تهاجر ...) قد تختلف عن نص القصة، ولكن له دلالة استعارية تكشف هوية وروح النص.

• لوحة الغلاف هي لوحة للفنانة السعودية زهرة بوعلي، حيث وفقت القاصة في اختيار اللوحة؛ للتعبير عن المجموعة وعن قصة "طقس ونيران" حيث التناغم اللوني الأحمر بحرارته، والأزرق بحياده وبرودته، يمثل عالم المرأة وسيطرتها في جميع النصوص، وإطلاق حرية الوجوه بتحييدها وعزل ملامحها؛ لجعلها تحلق في فضاء القصص، وتلبس هويات متعددة.

• استخدام الضمير المتكلم في أغلب قصص المجموعة يدل على تورط الكاتبة بالحدث يشي بذلك.

• استخدام ألفاظ مغايرة للصفات أو الحال كنوع من التهكم والسخرية والمبالغة والمفارقة، مثل: استخدام اسم (مسرور) للحمار، واسم (منصور) للرجل الفقير، ومن خسرت زوجها (أم نويصر).

• اللجوء إلى التكثيف والوصف بلغة شعرية؛ تحيل القصة إلى مشهد سينمائي يختزل الرؤية والجمال؛ فيضفي خاتمة متميزة.

• تتراقص المشاعر كما تراقصت النسوة في قصة (طقس ونيران) عبر عقدين من الزمن، فجوهر الأمر حضور المرأة بشكل طاغٍ في المجموعة القصصية (عالم بلقيس – طقس ونيران – أوراق من العيادة النفسية....) مما يكشف محاولة القاصة إيجاد واقع جديد؛ تسيطر فيه على الوضع دون تصنيف أو تصورات مسبقة تهمش دورها؛ ولنقل رسالة الوجود، بما تفرضه فعالية المرأة، وقدراتها في التعاطي مع متطلبات مجتمعها، وسعيها للخلاص؛ بامتلاك أدوات الخيار الحر لمستقبل أفضل.

• تحمل الكاتبة همًّا يتصاعد مع قضايا المرأة وواقعها، ويتفاعل مع المرارة التي تظلل حياتها، والازدواجية التي تعيشها، فهي من جهة مسؤولة عن التزاماتها الأسرية، وقيادتها نحو بر الأمان، ومن جهة أخرى تتحمل تبعات الإجحاف والظلم والقيود، والوصاية الممارس في حقها، فالمرأة في مجموعتها ضعيفة، مستسلمة، بسيطة، أحلامها صغيرة، ترضخ لهذا المجتمع الذكوري حينما تقيد حريتها الشخصية، أو تحرم من حق الاختيار في الحب، أو الزواج، أو الطلاق، أو التعليم وتطوير الذات، فبعضهن يرضخ ويستسلم لدوامة المرض والاكتئاب، وبعضهن ينتصر لإرادة الحياة واتخاذ القرار.

• الغوص في أعماق النفس الإنسانية من خلال قصص صغيرة في نهاية المجموعة يجمعها رابط المرض النفسي والسوداوية؛ بهدف كشف المشاعر والانفعالات والذكريات المكبوتة التي أوجدت شخصيات مضطربة، متناقضة، تصارع واقعها، حتى تتحرر من اللاشعور إلى الشعور؛ في سرد يحمل هواجس الإنسان في أكثر المواقف ضعفًا؛ لتشكل نصوصًا قصصية ممتعة.

• في قصة عالم بلقيس تتحول بلقيس من رمز جماعي إلى رمز خاص، وذاتي، يعبر عن رؤية الكاتبة من خلال الشخصية الرئيسية في القصة، وبإضفاء صورة مغايرة للتراث؛ فهي معذبة؛ لأنها اختارت أن تقود الدراجة وتتمرد على السائد بما يمثله أخوها من رفض وتشدد، فلقد تمت استعارة شخصية بلقيس كرمز ومعادل موضوعي للتجدد والتغيير.

• كان هناك تقارب في حجم النصوص مما منح القارئ فرصة تأمل النص، والاستمتاع بالتكثيف، والبعد عن الاستطراد والحشو، والسيطرة على الشخصيات؛ فحققت أغلب قصص المجموعة عنصر الدهشة.

قصة: ذات إملاق

إن العنوان يحمل الإيحاء بمغزى النص، ويكشف سطوة الجوع في الاحتفاظ بالتغيير.

فاختيار العنوان (ذات إملاق) له مغزى، فكلمة ذات، لها دلالة الجمع وليست الفردية، فهي تشي وتنبه إلى حالات متعددة وليست واحدة، أما كلمة إملاق، فلها دلالات لغوية كثيرة ومرادفات مشحونة بالوجع، منها: البؤس، الحرمان، الشقاء، الضنك، الضيق، العسرة والعوز .....إلخ.

ومن هنا كان اختيار العنوان محرضًا ومنبهًا لقراءة النص بنظرة شمولية وتعميم الحالة على شريحة واسعة من الناس، وأنها ليست حالة فقر فردية، أو معنى الفقر المباشر، بل جملة من المعاناة. 

لقد مكّن العمل لدى رجل مشبوه ذي سمعة سيئة وتأنيب النفس، والفقر والبطالة والجوع من بروز ضمير القصة، حيث تمثل في سطوة ضمير الأنا على ضمير الآخرين، وكذلك ضمير الكاتب، حيث انتقل الخطاب من صيغة الغائب: الراوي  إلى (الضمير المتكلم) «ما يضيرك أنت أن تكون للرجل بضائعه المشبوهة وسمعته السيئة!!».

ولقد تم عرض نموذج إنساني مسحوق: شخصية منصور المقهورة بذل الجوع، ووجع الضمير، وخوف الفقد (فقد الأولاد بعد الوالدين والشقيق)، والكفيف صالح/الحمار منصور: دلالات الأسماء وما تحمله من تضاد، يشي بالفكرة؛ لترسم حالة بائسة لشخصيات بسيطة.

فيبدأ بعرض المكان تمهيدًا لعرض ملامح الشخصية الرئيسية الجسمية والنفسية والأخلاقية؛ وذلك بطرح الأسئلة والوصف؛ ليكشف عن نفس متعبة، مجهدة، متشككة، مكتئبة؛ حتى يقودها إلى التفجر في النهاية بهدوء.

أما النسيج اللغوي، فلقد جعله يتنامى مع الحدث؛ ليضفي على الشخصيات أثرًا يشبه الغصة ومن ثم يتكثف التصوير ويتركز ليحقق الأثر المطلوب، ولقد تمكنت القاصة من إيجاد التكثيف من خلال الانتقالات الشعورية، أو الزمنية أو المكانية، وكذلك استخدام الاختزال: (مسرور، منصور،  الذئبي) في قالب من الضدية، يتم اختزال صفات عديدة لشخصية رب العمل الشرير، وتكثيف الوصف والسمات بكلمات تلخص الحدث المتمثل في الإغراء الذي تعانيه الشخصية.

ثم يسوق الحبكة في حلقات بطيئة وضمن نطاق متسلسل، وأحداث مرتبة؛ حتى يصل بالقصة إلى لحظة التنوير، حيث كل نقطة توحي بالمعنى.

أما الخاتمة فتكشف أعماق اللاشعور، وتتضح في فقد الوعي، وبروز سؤال يثير التساؤل  ويشكّك في الحدث:

ثمة انتفاخ في بطن صالح على غير العادة!!

قصة: عالم بلقيس

استخدام العنوان وتوظيفه في تشكيل الدلالة في القصة وهوية النص، مما يساهم في كشف المغزى، فلقد تمّ استدعاء التراث (الأسطورة)؛ ليكشف توثب المرأة وخروجها عن السائد والمتعارف عليه.

فكما أثيرت الحكايات الغامضة والقصص الفريدة والمختلفة حول شخصية بلقيس التاريخية؛ إلا أنه كان هناك اتفاق على تميزها، كذلك كانت الشخصية القصصية مثار حكايات وتقليد طالبات المدرسة، مما أضفي عليها طابع التميز.

ويطغى في هذه القصة ضمير الأنا والمزج بين الرمز والواقع، والتكثيف اللغوي من خلال سرعة الانتقال بين الجمل الإسمية والفعلية، وإن كان استخدام الجمل الفعلية، أكثر مما أضفى الحيوية والحركة.

فالتنقل الخاطف واستغلال الزمان والمكان للتعبير عن أجواء المعاناة والضغط النفسي الذي ترزح تحته الشخصية الرئيسة، وفي إيقاع سريع مما يقودنا إلى رؤية التغيير وتقبلها.

إن شخصية بلقيس هي امرأة متجددة في كل الأزمنة؛ لذلك كانت الإشارة إلى ساقي بلقيس والإشارة إلى ساقي النباتات، كدلالة واستحضار للحرية والانطلاق والتحرر في مواجهة أقفاص التقييد، ونسبته للشخصية الرئيسية.

من هي بلقيس المعذبة؟ هل هي استعارة من الموروث الديني؟ أم رؤية خاصة وتجربة تم فيها مزج الموروث الديني والشعبي معًا، فبلقيس تحمل رمزًا، ومعادلاً موضوعيًّا للكرامة والجمال، ولمجتمع ذي قيم، وللسلب الذي تتعرض له الأنثى في مجتمع منغلق على ذاته، تم استلهام القصة بشكل معاصر؛ لتشكل رؤيتها حول الذات، والآخر في مجتمع ينهض برغم الصعاب. اعتدنا دومًا الانطلاق من الذات إلى الآخر، ولكن في هذه القصة جرأة جميلة، حيث تتحول بلقيس من رمز جماعي إلى رمز خاص وذاتي، يعبر عن رؤية الكاتبة من خلال الشخصية الرئيسية في القصة، وبإضفاء صورة مغايرة للتراث؛ فهي معذبة؛ لأنها اختارت أن تقود الدراجة وتتمرد على السائد بما يمثله أخوها من رفض وتشدد.

قصة: طقس ونيران

استخدام العنوان كان موفقًا، فالطقس لا يمثل حالة الجو من حرارة وبرودة فقط، بل له دلالة النظام والترتيب، وأشكال الشعائر ونظام العبادات، فاستخدام الملح لتشظية النار هو إيذان بالخصب وانتهاء الجدب والفقر والهجر، فالتشظية تحمل دلالة التفرق والتطاير شظايا أو قطعًا، كما أن استخدام الملح يهيئ (توهج الجمر دون تبريد الفحم) لعملية النضج والحفاظ على جذوة الرفض واستمرارية التغيير.  

وتبدأ القصة بوصف الشخصية الرئيسية في لغة حزينة ومفردات تحكمها اللوعة، وبلغة جميلة تتعاقب كلمات الحب والشوق في حضور طاغٍ للمرأة، ثم تقفز؛ لتصف أكثر من امرأة ، وتتلاعب بالزمن، حيث يتعدد إما بوجود فلكي أو فيزيقي أو باستخدام الأفعال، فننتقل بسلاسة إلى الحاضر؛ لصنع الحبكة والكشف عن حرمان المرأة من رغباتها، وعدم القدرة على السيطرة على واقعها. حين تتداعى لوعة الغياب والفقد والحرية والشؤم، وحكايا الهجر والرحيل إلى رحاب آخر، وتستحضر الشخصية الرئيسية سيرة نساء عزمن على الانطلاق، وتستعرض سيرة كل النساء اللاتي تجرعن هذا النحس، مما يدفعها لأخذ زمام المبادرة، وممارسة طقوس ذات دلالة عميقة، تضرب في جذور مجتمع الشخصية الرئيسية، حيث يسود هذا الاحتفال (آخر أربعاء في صفر).

 إن الرغبة في السيطرة على الواقع والتمرد على الحرمان من الرغبات، والتمرد على التمييز، والقمع بكافة أشكاله؛ يدفعها لتشظية نار الأحزان والغيرة والغضب بذرات من الملح، فكلما ازدادت النار اشتعالاً، تداعت الذكريات وتطايرت الهواجس فانطلق لسانها يرسل دعاءً يعبر عن المخبوء في القلب.

في الختام يتجلى اختلاف الموقف حيث بادرت ؛ لتغيير موقفها والمشاركة في التمرد على القمع والخذلان والحزن بالحركة والأمنية، فالاقتران بأخرى يحمل طابع الخسران والفقد، فكانت الأمنية، أن يبتلعه البحر.

(هي المرة الأولى التي تشاركهن ... لسنوات مضت، كانت تكتفي بالفرجة ..؟!)

قصة: طيور تهاجر

التعلق بالماضي ومحاولة ربط صلة به، صلة معقودة بالحكايات والقصص، والطرائف، قد يتشبث بها البعض، وقد يهجرها آخرون.

فالقصة تصور محاولة الشخصية الرئيسية اصطياد الخبرة والمعرفة، وكنوز التجربة من الماضي، بينما هناك من يرفضها ويهجرها، واختيار لثم رأس كبار السن؛ محاولة لعقد التواصل والتصالح مع الماضي، ورفض التخلي عن التراث.

فحينما غادر الحب الحياة، فقدت الشخصية خصبها، وحضورها الآسر، وحينما بدأ بتقبيل رأس كبار السن؛ لاستعادة مجده وكنوزه، وقدرته على القص والحكاية؛ ليفجأ بالاشمئزاز والنفور من أخيه، والإجهاز على كل ما يربطه بالماضي، أو أي آثار لها صلة به، والتنصل منها ومما تحويه هذه الرؤوس من كنوز أو تراث، هي طيور تهاجر؛ لتخلف سماءً خاوية.

كأنما القصة تستنجد فينا الحفاظ على هذه الثروة والكنوز التي تمثل هويتنا الثقافية والفكرية؛ لأنها أشبه بالطيور المهاجرة، التي لا تستطيع استعادة مجدها، حين تحط رحالها في أرض مجهولة أخرى. 

قصة: حيث تومض

بذكاء عفوي تطرح القاصة جملة من التساؤلات لا أسئلة، كآلية بحث ذاتي وغوص في الذاكرة؛ للكشف عن إجابات لحالة شعورية أو اضطراب أو خوف تسبر غوره، فهي قد تبدو بسيطة عفوية، قد تقترب من حد السذاجة، ولكنها تطرح عمق الفكرة:

- مثل: ما لون قبة مسجدكم؟ بماذا كنت عساي سأجيب؟

فهي لا تنتظر إجابة مباشرة، إنما تبحث عن موقف تتبناه، ورؤية تخالف السياق الفكري والثقافي الاجتماعي السائد في بيئة هذه الشخصية.

الإجابة الخلفية أو ما وراء التساؤل، أكثر عمقًا من طرح سؤال عن اللون.

هي تفضح الجهل بما حولنا، جهل تفاصيل عايشناها، وهي جزء من نسيجنا، قد نجهل قيم، أو تراث دثرنا سنوات طويلة.

ويكشف عمق التساؤلات، وما تلاها من كلامِ، حين يُطرح التساؤل التالي:

أهُدم ليُعاد بناؤه، أيمكنني فعل ذات الأمر مع نفسي، هل أستطيع ؟؟!!

سؤال يقود لما هو أكثر عمقًا، تطلع الذات للبناء والتجديد، وسلخ القديم، والبحث عن أردية جديدة !!

لذا؛ كانت حيث تومض، حيث تلح وتدفع وتومض بالرغبة في التغيير!!

قصة: كوة* من رحم الغيب

إن استخدام كلمة كوة تحديدًا، تشكل روحًا وممرًّا لعبور النص، فكأنما هي إشارة لحاجتنا للعبور، وعدم الانكفاء على الذات.

  حينما تهبنا، أو نقتنص من الحياة متعة عابرة؛ فإننا نبثها، أو ننفس عن مخزون غضبنا من خلالها. ونتعامل معها بعنف؛ كأنها من سقط المتاع.

حينما نمارس اللعب باستخدام الحواس؛ فإن العقل يمارس خطوته الأولى نحو الفهم، ومن ثم النمو.

اللعب نشاط عفوي تلقائي بينما شخصية الطفل في هذه القصة لا تلعب بل تلمّع وتصف، أي تمارس فعلاً خارجيًّا، واللعب سلوك داخلي يترجم ويعالج رغباتنا المكبوتة وعدوانيتنا ويصرفها ، كما يلاحظ على الطفل عدوانيته مما يدل على كبت مشاعره، وتوتره، وحبسها في الداخل.

وهذه العدوانية تعني التمركز حول الذات ورفضن اختراق السائد، أو مواجهة صعوبات في تقبل النقد أو العلاقات الاجتماعية.

ونحن ننكفئ للداخل حين نحتاج للأمن ، ونحاول أن نؤمن سعادتنا بتحقيق فرديتنا.

رؤية

• قصة وطن:

 قصة تشي بالتعلق بالأحبة، وذكريات الطفولة، قصص تصّر على الارتباط بزمن ولى، واستحضاره، والتمسك به، ولكن بدلالات مختلفة، مرة بالوفاء ومرة بالمحبة، ومرة بالخبرة.

• قصة رقص فوق بيت العنكبوت:

خيوط واهية .... مضللة تقودنا إلى حبالها وتأسرنا في شباكها الواهية، الرفض يحتاج إلى أرض صلبة.

بيت العنكبوت كيف يكون؟؟ الشك وتخوين الآخر ونظرية المؤامرة، تتصيد أرواحنا؛ فنلقيها جزافًا؛ حتى تصيب أقرب الناس لنا.

• قصة سر أنثى ..!!!

ما سر الأنثى؟ هي القوة الكامنة التي تحرر ذواتنا من الخوف، الخوف من الاختيار!

هذا هو السر، القدرة على الرفض وتحديد المصير، واختيار طريق آخر للمضي والانتصار للذات، برغم الضعف البادي.

• قصة دنيا:

احتكار الدنيا، وما هي إلا حصى زهيدة، وحفنة من تراب.

فإخفاء فكرة المسابقة عن البقية؛ كأنما هناك درس، تريد الفتيات تلقينه للمعلمات.

ربما بسبب سطوة المعلمات، أو الاغترار بالمنصب، أو المكانة الاجتماعية، والتنافس؛ حتى لو كان العائد بسيطًا.

 شهية التفوق والمنافسة ورغبة الإنسان في تحقيق الانتصار، تجعله يقبل الصراع حتى لو كان العائد تافهًا.

• قصة حب لا يعرف حدود:

 سيارة سباق حمراء، حياتنا ساعة لا نعرف متى تتوقف عقاربها!!

حب يتجاوز حدود الحياة، الموت والحب ما العلاقة بينهما؟؟ هل موتها كانت هبة الحياة للآخر، أم أن الخوف حين يسيطر على الحب يكون قاتلاً!!

• الورقة الأولى:

النهوض والتعلم من المحاولة والإقدام، واقتحام الصعاب، المقدرة تتعلمها من طفلة.

• الورقة الثانية إدمان:

عدم وجود هدف، الفراغ يجمع الناس.

• الورقة الثالثة من يعيرني فمه ؟:

الشعور بالذنب، وارتكاب الجرم، ومحاولة تخليص الذات من الشر وآفات الجسد واللسان. إنه جلد للذات، يدفعنا للتعويض عبر نهم الشراء والاستدانة.

• الورقة الرابعة:

المكان، تتبع الوهم، وهم الحب.

• الورقة الخامسة ظل:

إيذاء النفس فكرة تسلطية؛ للتعامل مع مشاعر الغضب، والمشاعر السلبية، التي لا نستطيع تحملها (الشعور بالخواء والغضب أو الوحدة  أو العجز).

وقد يتشكل الحصار في صور عديدة  كزوج، أو وطن، أو شخص، أو فكرة تحاصرنا وتعتصر أرواحنا، تدفعنا للجنون، وإيذاء الذات كحل، أو وسيلة هروب من الحاضر.

• الورقة السادسة  ضوء سارب:

نطارد حقيقتنا، فنطارد الوهم

أو نبحث عنها، نبحث عن ذواتنا

نحمّل الآخرين انطفاء روحنا

نبحث عن بقعة ضوء تنيرها

يأكلنا الشعور بالذنب؛ فننشئ الوهم ونطارده.

 

 

* (الكُوَّة: الكَوَّة، خَرْقٌ فِي الجدار، ثَلْمَةٌ، فَتْحَةٌ، نافذة للتهوية والإضاءة ونحوهما)


عدد القراء: 5958

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

التعليقات 1

  • بواسطة مكسار زكريا من
    بتاريخ 2015-11-23 08:19:54

    عمل جيد ، ألف مبروك القاصة شمس ، و تحيتي لزينب أحمد لنقدها البناء ... ، - بقلم: مكسار زكريا كاتب و شاعر جزائري

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-