رواية «موسم تقاسم الأرض: سِيرةٌ في سِير» للكوني

نشر بتاريخ: 2017-09-16

المحرر الثقافي:

 

الكتاب: "موسم تقاسم الأرض: سِيرةٌ في سِير"

المؤلف: إبراهيم الكُوني

الناشر: دار سؤال

 

من ضمن الإصدارات الحديثة، صدرت عن دار سؤال البيروتية مؤخراً رواية جديدة للروائي الليبي الكبير إبراهيم الكُوني، والذي وضعته مجلة "لير" الفرنسية مؤخراً ضمن أفضل 50 كاتباً روائياً حول العالم.

وتحمل الرواية الجديدة للكوني عنوان "موسم تقاسم الأرض: سِيرةٌ في سِير"، وتأتي هذه الرواية بحسب بيان دار النشر: "كباكورة أُولى لملحمة روائية كبيرة ومتسلسلة، مكونة من عدة أجزاء، لكن ثيمتها الرئيسية هي تاريخ الهجرات البشرية، وتحديداً الحملات الاستيطانية على بلدان شمال أفريقيا، بدايةً بهجرة "علّيس" الفينيقية من مدينة صور اللبنانية، لتضع حجر الأساس لإمبراطورية قرطاجنّة في شمال إفريقيا في القرن التاسع قبل المسيح".

وكما تضيء الرواية على صراع الإنسان بهدف الاستيلاء على الأرض ونوازع التملك والإقصاء والاستغلال، والجدل الداخلي الذي يحدثه كل ذلك مع قيم الحرية والحب والعمران، ويوظف إبراهيم الكوني، كعادته الأسطورة والميثولوجيا بلغته الآسرة التي تبعث على التفكير والتأمل وتفجر الأسئلة حول المأساة البشرية المستمرة والمتجددة، والمتمثلة في متوالية الحروب وعبث إزهاق الأرواح.

ويتساءل إبراهيم الكوني في الصفحات الأولى من روايته الجديدة قائلاً: "أليس الحبّ هو الأعجوبة الوحيدة الكفيلة بأن تجعل من الطرفين المتعاديين، المتعطّشين لإفناء بعضهم بعضاً اليوم، إخوة الأمس البعيد؟، أي سخفٍ إذاً في غزو الأرض لغاية الاستيلاء على أرضٍ هي، بجلاء، ليست سوى أرض الكلّ، تستطيع أن تحتضن الكلّ، وتهفو لأن تطعم الكلّ؟ ما ضرّ الإنسان لو أنكر الشهوة الآثمة إلى الملكيّة، فاستقبل كل قادم بالزغاريد، لأن هذا القادم ليس ضيفاً في الحقّ، ولكنه صاحب أرض، استدرجته الحرية يوماً فخرج في طلبها بعيداً، ولكن الحنين خذله أخيراً فقفل راجعاً بقلبٍ باكٍ، مستجدياً أمّه الأرض، وأهل الأرض، طمعاً في غفران؟".

ويقول في جزء من الرواية:

على الرقعة التي تتوسد كاحل الساحل سرت البلبة وضاق المكان بالدوامة.. فالظلال التي آلت على نفسها أن تشغل كاهل الأرض إلى النهاية دبت هنا آناء الليل وأطراف النهار فتشييد الأبنية لم يتوقف.

والسفن لم تغب من مياه الشاطئ منذ طاف النذير الأركان.

النهر في لغوه في انسيابه.. في انكساراته

**

في صباح يوم هيمن فيه فصل الربيع، وانقطع فيه دابر الغيوم المدفوعة برياح الشمال، تزاحم في رحاب المستوطنة ..

الرجال وهم يتطاولون في البنيان، أو يرتادون أركان الجوار لجلب الأخشاب أو استقطاب الأحجار في حين احتفر فريق آخر بأقدامهم طريقاً إلى الساحل حيث انتشرت السفن لجلب أمتعة أخرى أو سلع أقبل بها التجار من وراء البحار.

ويعد إبراهيم الكوني أحد أهم الروائيين العرب الأحياء اليوم، ولد سنة 1948 بمدينة غدامس الليبية، وهو من قبيلة الطوارق الليبية الصحراوية، كتب الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة.

وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة نوبل مراراً، ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم، وقدم الكوني حتى اليوم 81 عملاً إبداعياً ونقدياً، وترجمت كتبه إلى 40 لغة، وتدرس أعماله في مناهج جامعات عديدة من بينها جامعات: السوربون، طوكيو، جورج تاون، وغيرها، وتعتمد كمادة مرجعية للدراسات البحثية لنيل الدرجات العلمية.


عدد القراء: 3637

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-