أوراق طه حسين المجهولة تتصدر كتب المركز القومي في معرض القاهرة للكتاب

نشر بتاريخ: 2016-01-26

فكر – الرياض:

يتصدر كتاب «طه حسين... الأوراق المجهولة: مخطوطات طه حسين الفرنسية» سلسلة الكتب التي يشارك بها المركز القومي المصري للترجمة في الدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي تفتتح رسمياً يوم 27 الجاري وتستمر أسبوعين تحت شعار «الثقافة في المواجهة». يضم الكتاب ترجمة لنصوص فرنسية كتبها طه حسين ولم تُنشر من قبل، وقام بترجمتها عبدالرشيد محمودي. وتستعرض نصوص الكتاب قضايا شتى، في الفلسفة والإسلاميات والترجمة.

ويوضح محمودي أن مخطوطات طه حسين الفرنسية هي نصوص أملاها طه حسين على من كتبها على الآلة الكاتبة أو دونها بخط اليد قبل نشرها مطبوعة أو إلقائها كمحاضرة أو خطبة أو توجيهها على شكل رسالة إلى شخص أو في صيغة تقرير لجهة ما في صورة نهائية. إلا أنها لم تنشر ولم تذع بقدر ما نعلم.

وإذا صح ذلك كان معناه أنها مجهولة تمامًا. ويضيف المترجم: هي إذن تختلف عن كتابات أخرى ألفها طه حسين بالفرنسية، وسبق أن ترجمتها وجمعتها في كتابي "طه حسين: من الشاطئ الآخر، كتابات طه حسين الفرنسية" الذي صدرت طبعته الأولى في بيروت عام 1990.

فهذه الكتابات الأخيرة نشرت بلغتها الأصلية في صورتها النهائية، ومن الممكن الرجوع إليها في مصادر معروفة أحلت إليها في حواشي ذلك الكتاب.

ويذكر محمودي أن هذه المخطوطات الفرنسية ظلت مطوية لسنوات طويلة بين الأوراق التي خلفها طه حسين، ونجت لحسن الحظ سليمة أو تكاد مما أصاب أوراقًا أخرى فقدت فيما يبدو إلى الأبد. ويعني ظهور هذه المخطوطات في الوقت الحاضر فتح ملف خيل إليّ أنه أُغلق وأردت له أن يطوى. وذلك أنني ظننت أن كتاب "من الشاطئ الآخر" يضم معظم الكتابات الفرنسية لطه حسين، وأنه لم يبق منها إلا قليل قد تتكشف عنه الأيام، وعندئذ يضاف إلى الكتاب في طبعة مزيدة ومنقحة. وهو ما حدث بالفعل في الطبعة الثالثة من الكتاب الصادرة عن المجلس القومي للترجمة بالقاهرة في عام 2008.

ويذكر محمود بأن هذه المخطوطات تدلنا لأول مرة وعلى وجه أقرب إلى اليقين على طريقة طه حسين في التأليف. نحن نعلم أنه كان يملي ولا يكتب؛ وقد صرح بذلك في إحدى كتاباته الفرنسية، انظر مقالة "أنا لا أكتب وإنما أملىِ" في كتاب "من الشاطئ الآخر".

ولكننا نعلم أيضًا أنه كان يرتجل أحيانًا من وحي المناسبة، وفي مواجهة الجمهور.

ونستطيع أن نقطع بأنه كان يعتمد على الإملاء في كل ما نشره بالعربية من كتب أو مقالات، سواء جمعت في كتب أو نشرت متفرقة. وفي مثل هذه الحالات كانت النصوص المملاة يدفع بها إلى المطبعة لكي تنشر في صورتها النهائية، وعندئذ ينتهي دور المخطوطات وتختفي في المطبعة.

ومن أمثلة ذلك محاضرات طه حسين التي ألقاها على طلاب الجامعة المصرية عن الشعر الجاهلي عام 1925 أو مقالاته التي نشرت متفرقة ثم جمعت في "حديث الأربعاء"، أو في "على هامش السيرة"، فلم يبق من هذه الكتابات مخطوطات بعد طبعها: كان طه حسين يسلمها إلى المطبعة ولا يحتفظ لنفسه بنسخ منها.

وتشمل قائمة مشاركة المركز القومي المصري للترجمة في هذا المعرض أكثر من 150 كتاباً صدرت خلال الثلاثة أشهر الماضية في مختلف المجالات، نقلاً عن 15 لغة، منها التركية، التشيخية، الصينية، العبرية، الفارسية، الكردية، اليابانية واليونانية، بالإضافة إلى الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والروسية والألمانية والإسبانية.


عدد القراء: 3340

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-