تقنية الأبعاد الخماسية 5D تحفظ تاريخ البشرية

نشر بتاريخ: 2016-02-19

فكر – سحر العلي:

أعلن فريق من الباحثين، الذين يعملون في مركز ابحاث للبصريات في جامعة ساوث هامبتون، أنهم تمكنوا من تطوير طريقة جديدة لتخزين المعلومات والبيانات والحفاظ عليها لفترة قد تصل الى 13.8 مليار عام، وتقوم على تشفير المعلومات باستخدام الزجاج ذو البنية النانومترية متناهية الصغر.

وقد أطلق الخبراء على هذه الطريقة الجديدة اسم تخزين المعلومات باستخدام "تقنية الأبعاد الخمسة" أو (D5)، وقالوا إنها قادرة على حفظ ما حجمه 360 تيرا بايت من المعلومات، وكان العلماء قد عكفوا على تطوير هذه الطريقة منذ العام 2013، ونشروا دراسة عنها في ذلك الوقت، غير أنهم تمكنوا في وقت لاحق من تطويرها إلى مستواها الحالي. 

وتسمح الطريقة الجديدة بإيجاد ذاكرة تخزين محمولة مستقرة وآمنة، كما يمكن للتقنية الجديدة تقديم فوائد كبيرة للغاية للمنظمات التي تملك سجلات كبيرة مثل المحفوظات الوطنية والمتاحف والمكتبات وتساعدها في الحفاظ على تلك المعلومات والسجلات.

وقدم الفريق اليوم تجربة جديدة تقوم على حفظ العديد من الوثائق الرئيسية للتاريخ البشري مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان UDHR ونظريات وقوانين نيوتن ونسخة من الكتاب المقدس.

ويتم تسجيل الوثائق باستخدام الليزر فائق السرعة، والذي ينتج نبضات قصيرة جداً ومكثفة من الضوء، ويتم كتابة الملف عبر ثلاث طبقات من النقاط ذات البنية النانومترية والتي تفصل بينها خمسة مايكرو متر، بحيث أن المايكرو متر جزء من مليون من المتر.

وتقوم البنية النانونية ذاتية التجميع بتغيير الطريقة التي يقطعها الضوء من خلال الزجاج، وتعمل على تعديل استقطاب الضوء بحيث يمكن قراءته بواسطة المجهر الضوئي والمرشح البصري.

وقال هؤلاء إنهم خزنوا مؤخرًا نُسخًا رقمية من "كتاب البصريات" لإسحاق نيوتن، وميثاق الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان.

وتم عرض التقنية بشكل تجريبي لأول مرة في عام 2013، وقام الفريق عندها بتسجيل نسخة حجمها 300 كيلو بايت من ملف رقمي نصي بنجاح عبر تقنية 5D.

ويمكن للأقراص ذات الأبعاد الخمسة أن تحفظ كمية هائلة من المعلومات كونها تشغل مساحات ضئيلة جدًا داخل قرص زجاجي مصنوع من كرستال الكوارتز. والفرق بين هذه الطريقة وتخزين المعلومات في قرص ممغنط هو إن المعلومات في الأخير تخزن على سطح القرص، في حين إن حفظها بتقنية الأبعاد الخمسة يجري داخل الزجاج نفسه. يذكر أن قرص بلو راي قادر على تخزين 128 جيغابايت من المعلومات، فيما يمكن لقرص خماسي الأبعاد أن يحفظ ثلاثة أضعاف هذه الكمية. وبوجود مثل هذه الإمكانية والقدرة، بات من الممكن جدًا تسويق هذا النوع من الأقراص، بحيث يكون مفيدًا للشركات العملاقة بشكل خاص، بالإضافة إلى المؤسسات التي تهتم بحفظ الوثائق التاريخية. 

 

المصدر: وكالات ومواقع الإلكترونية


عدد القراء: 2808

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-