بالرغم من الاحتجاجات .. أدونيس يستلم جائزة السلام

نشر بتاريخ: 2016-02-23

فكر – متابعات:

أعلنت مدينة أوسنابروك الألمانية قرارها منح الشاعر السوري أدونيس جائزة "إريش-ماريا-ريماك" للسلام لهذا العام، مما أثار جدلاً كبيرًا وسط المثقفين السوريين.

وبالرغم من الاحتجاجات الواسعة التي رافقت منحه جائزة "ريمارك" للسلام في 20 شباط/فبراير إلا إنها ضربت تلك الانتقادات التي وجهت إليها حتى من شخصيات أدبية أوروبية معروفة في الوسط الثقافي على نطاق واسع عرض الحائط .

وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشاعر السوري أدونيس تسلّم جائزة "إيريش ماريا ريمارك" للسلام في مدينة "أوسنا بروك" على الرغم من "نقد شديد وجهه إليه وإلى لجنة التحكيم كتّاب ألمان ومعارضون سوريون".

حيث عرف في هذا السياق أن الإيطالية جوزيبينا ماريا نيكوليني، وهي رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا، قد رفضت استلام جائزتها إلى جانب أدونيس. معبرة عن استيائها من منح جائزة السلام للشاعر الذي كان ولايزال ضد الثورة في بلاده، ولا يقف إلى جانب الشعب المظلوم والمقهور، بل إلى جانب نظامه الديكتاتوري.

أما الكاتب الألماني الإيراني المعروف على نطاق واسع في ألمانيا ويعد جزءًا من النخبة الفكرية والثقافية هناك "نفيد كرماني" فقد انتقد بشدة تسليم الجائزة لأدونيس ولم يلقي كلمة تكريم لأدونيس في حفل تسليم الجائزة، لأن الأخير يتهرب من إدانة نظام دمشق الذي "يتعامل بوحشية مع شعبه".

وفي حوار أجرته DW  مع أدونيس على هامش استلامه للجائزة التي أثارت جدلاً كبيرًا في الأوساط الثقافية الغربية، ولدى سؤاله إن كان شعر بالدهشة بسبب تلك الانتقادات الواسعة التي وجهت للجنة التي منحته جائزة السلام: "بشكل ما لم أكن مندهشاً. فأنا أعتقد أن أعضاء اللجنة هم مفكرون كبار".

ولدى سؤاله عن موقفه "المعادي" للثورة في بلاده، يقول: "أنا دعمتُ المعارضة الداخلية. أنا كنت وما أزال ضد المعارضة في الخارج". ويختتم إجابته معاوداً التأكيد: "إنني كنت وسأبقى ضد هذه المعارضة".

واعتبر أدونيس أن النقد العنيف الذي وجّه إلى اللجنة التي منحته الجائزة، سببه "الغيرة والحسد" وأنه "عادة عربية إجمالاً" على حد قوله.

يذكر أن الشاعر السوري أدونيس يعتبر من أوائل الشعراء العرب الذين دعموا ثورة الملالي في إيران، وكتب عن الخميني قصيدة مدح شهيرة، يقول عنها الشاعر إنها "أقرب إلى المقالة منها إلى القصيدة".

وفي ظل النقد العنيف الذي وجه إليه لدعمه ثورة الخميني يقول أدونيس إنه دعم الثورة الإيرانية كنوع "من التعاطف الأخلاقي" وأن ما كتبه في هذا السياق، قصيدة أو مقالة، فهي "مهداة إلى الشعب الإيراني وثورته".

والأمر الذي زاد من حدة انتقاد المعارضة السورية له هو أنه وصف الثورة السورية بكونها خرجت "من المساجد"، وحسب، على حد وصفه، وعبّر عن رفضه لها، لهذا السبب الديني.

بينما لم يمنعه هذا "السبب الديني" من مناصرة الثورة الإيرانية "والتعاطف الأخلاقي معها" كما قال، وهي ثورة "دينية" بالكامل.

يشار إلى أن أدونيس ومنذ بداية الثورة السورية على نظام الأسد في عام 2011 وقف موقفاً "عدائياً" ضدها في المحافل الدولية، ولم يوجه أي كلمة انتقاد لنظام الأسد، لا قبل الثورة ولا بعدها.

وآخر مواقفه لدى استلام جائزة السلام، حيث عبّر علناً عن رفضه للثورة السورية، واعتبر منتقديه قادمين من "ثقافة سحرية".

وشرح رؤيته لاستمرار النظام الديكتاتوري مدافعاً عن بقائه ومؤكداً أن "تغيير النظام الديكتاتوري لن يحل المشكلة" بل "سيعقّدها" خصوصاً إذا ما استُبدِل "بنظام ديني" على حد ما ذكره في الحوار المشار إليه.


عدد القراء: 2787

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-