رحيل الشاعر والإعلامي العراقي زهير الدجيلي

نشر بتاريخ: 2016-03-05

فكر – الرياض:

نعت رئاسة الجمهورية العراقية ووزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية العراقية رحيل الشاعر والإعلامي الكبير زهير الدجيلي، الذي توفي في الكويت عن عمر ناهز الـ80 عامًا إثر مرض عضال.

وأعرب رئيس الجمهورية العراقية، فؤاد معصوم، في برقية لذوي الراحل، عن تعازيه بوفاة الشاعر والإعلامي زهير الدجيلي، متمنيا لهم و"للأسرة الأدبية والفنية العراقية والخليجية الصبر والسلوان".

فبعد مسيرة حافلة بمئات الرسائل التوعوية والهادفة التي خاطبت مختلف الفئات العمرية عبر «افتح يا سمسم» للأطفال في جزئيه الأول والثاني و«سلامتك» الصحي في جزئه الأول و«قف» المروري الذي كتب منه عشرات الحلقات و«أطفالنا أكبادنا»، وعدداً من القصائد أشهرها «الطيور الطايرة» و«مغرّبين» و«عالهوداليه» التي تغنّى بها عدد من مطربي العراق والخليج العربي، غادر الشاعر والكاتب العراقي زهير الدجيلي الحياة، تاركاً أعمالاً إبداعية عرفتها الأجيال كافة، حتى وإن لم يعرف بعضهم كاتبها.

80 عاماً عايش خلالها الدجيلي محطات عدة من الصراع والغربة والتحديات الحياتية والمهنية، كان أولها اعتقاله وهو في الـ17 من عمره على إثر مشاركاته السياسية في الحركة الوطنية ذلك الحين، وعاد إلى السجن مجدداً بمشاركته زوجته التي ولدت ابنتهما الأولى بين جدرانه، ليصل إجمالي أعوام سجنه إلى نحو 15 عاماً توزّعت على عهود جميع الرؤساء الذين عاصرهم.

ابن الرافدين المولود في «الشطرة» الواقعة في الناصرية جنوب العراق عام 1937، غادر وطنه بعد أن كتب له قصيدته الشهيرة «الطيور الطايرة» التي تغنّى بها العراقي سعدون جابر، ليتبعها بقصيدته التي خاطب فيها العراق قائلاً: «ردتك وطن أحلا وطن مو أرض مهجورة.. يسكنها قطاع الطرق وكلاب مسعورة»، ليستقر في دولة الكويت عام 1978 تخلّلها إقامته في السعودية لنحو 10 أعوام، ليقدّم في رحلة الغربة الممتدة لـ 38 عاماً أعمالاً أدبية ودرامية عدة، جاء بينها «ديوان السبيل» و«زمان الإسكافي» و«عبدالله البرّي وعبدالله البحري» و«للحياة وجه آخر» و«إلى جدّي مع التحيّة»، عدا عن كتابته لمقدمات عدد من الأعمال الكرتونية الشهيرة مثل «نحول» و«سِنان» وغيرها من الأعمال التي توزّعت على عدد من الفضائيات العربية والخليجية.

حنين الدجيلي لوطنه وأمنيته بزيارة «قبر والدته» لم يشفع له بالعودة، فالواقع الذي يعيشه الوطن من خراب وهدم لم يكن مشجّعاً له، فبقي مفارقاً لمسقط رأسه ومواصلاً لإبداعه ما بين السعودية والكويت حتى قال لوطنه: «يا خوفي بس لا أموت وما أسمع خبر عنك وعن أحبابي»، حتى توفي أول من أمس الموافق الثالث من آذار /مارس 2016.


عدد القراء: 2911

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-