اتفاق غير مسبوق بين فرنسا وهولندا حول لوحتين فنيتين

نشر بتاريخ: 2016-03-12

              هولاند وملكة هولندا أمام اللوحتين

 

فكر – الرياض:

بعد مفاوضات طويلة، استطاعت الحكومة الفرنسية ونظيرتها الهولندية أن تتوصلا إلى اتفاق غير مسبوق، يقضي بشراء لوحتين فنيتين للرسام الهولندي رامبرانت، على أن يتم التناوب على عرضهما معًا في متحفيّ "اللوفر" الفرنسي و"ريجيكس ميوزيم" الهولندي.

وبدأ متحف اللوفر في باريس بعرض لوحتين زيتيتين للرسام الهولندي المشهور رامبرانت، وذلك بموجب اتفاق بين متحف اللوفر الفرنسي ومتحف ريجيكس ميوزيم الهولندي يقضي بالتناوب في عرض اللوحتين، تمثل إحداهما صورة بورتريه لـ ميارتين سولمينز، وهو سليل عائلة بورجوازية هولندية، والأخرى لزوجته أوبجين كوبيت، رسمها الرسام الهولندي رامبرندت عام 1634، واعتبرتا من أروع ما رسمه هذا الفنان الذي اشتهر بالتركيز أو اللعب على مزج اللونين الأسود والأبيض والعمل على أن تكون لوحاته انعكاسا لمشاعر الشخصيات التي يعمل على إخراجها في رسوماته، ما اعتُبر بحد ذاته نهضة في القرن17، وهي الفترة الزمنية التي شهدت فيها هولندا عصرها الذهبي في الثقافة والعلوم والتجارة.

واللوحتان تمثلان رجلًا ينحني بانتظار زوجته وهي تنزل السلالم.

لماذا الاهتمام باللوحتين؟ امتلكت عائلة فان لون الهولندية اللوحتين حتى عام 1877 حين تم عرضهما للبيع، واشترتهما آنذاك عائلة أريك دو روتشيلدت الفرنسية، ضمن صفقة أثارت الكثير من التعليقات نظرًا للمبالغ الضخمة التي دفعتها العائلة الفرنسية لامتلاك اللوحتين اللتين لم تظهرا إلى العلن إلا حين قررت العائلة بيعهما عام 2014، وقد أوكلت عملية البيع إلى دار كريسيتز للمزادات العالمية، وتم تقدير سعرهما بـ160 مليون يورو، أي 80 مليون يورو لكل لوحة، وهو مبلغٌ رأت وزارة الثقافة الفرنسية أنه من المستحيل دفعه في الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حتى إن تعلق الأمرُ بتراث وطني، فيما اعربت الحكومة الهولندية عن استعدادها لدفع ما هو مطلوب لاقتناء اللوحتين مجددًا لعرضهما في المتحف الوطني. وهو أمرٌ أثار امتعاضًا فرنسيًا، دفع بوزارة الثقافة ومتحف اللوفر لبدء محادثات مع عائلة روتشيلد الفرنسية المالكة للوحتين والحكومة الهولندية، أسفرت عن اتفاق اشترى بموجبه متحف اللوفر لوحة السيدة، فيما اقتنى متحف ريجيكس ميوزيم الهولندي لوحة الرجل.

تناوب على العرض كما ووقعت الحكومتان، الفرنسية والهولندية، في الأول من شباط /فبراير 2016 اتفاقًا يقضي بتناوب زمني في عرض اللوحتين مجموعتين في متحف اللوفر الفرنسي ومتحف ريجيكس ميوزيم الهولندي، وهما أكبر متحفين في أوروبا، و قد دشن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مصحوبًا بملك هولندا وزوجته الملكة ماكسيما العرض في 10 من آذار/مارس خلال زيارة دولة قام بها العاهل الهولندي إلى فرنسا.

واعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية أودريه أزولاي إن هذا الاتفاق هو ثمرة قصة جميلة جدًا كانت في البدء معقدة. هي قصة لوحتين هما عبارة عن تحفتين فنيتين للرسام الكبير رامبرانت كانتا ستغادران فرنسا بعد أن امتلكتهما عائلة فرنسية لمدة 140 عامًا، لأن الدولة الفرنسية لم يكن بمقدورها دفع المبلع المتوجب لامتلاكهما مجددًا، ما دفع بالحكومة الفرنسية والهولندية لتوقيع اتفاق غير مسبوق سمح للبلدين بامتلاك اللوحتين معًا.

وتم التقاط الصور التذكارية أمام اللوحتين لملك وملكة هولندا بمصاحبة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في وجود لفيف من الصحافة الفرنسية والهولندية.


عدد القراء: 2522

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-