واقع القراءة وتأليف الكتب في عالمنا العربي!


في استطلاعات أجرتها ورشة العمل العربية لإحياء القراءة بناءً على النتائج الصادرة عن اتحاد كتاب الإنترنت العرب تبين ما يأتي:

ما تطبعه الدول العربية مجتمعة هو تقريباً مليون كتاب موزعة بين ثلاثمائة مليون مواطن عربي 60 % منهم أميون وأطفال، و20 % لا يقرأون أبداً، و15 % يقرأون بشكل متقطع وليسوا حريصين على اقتناء الكتاب، وما تبقى هم 5 % من المواطنين على القراءة وعددهم مليون ونصف فقط، أي أن حصيلة رخصة الفرد الواحد أقل من كتاب سنوياً في مقابل 518 كتاباً للفرد الواحد في أوروبا، و212 كتاباً للفرد في أمريكا، وفي إحصائية نشرت في بداية عام 2008 في إحدى الصحف اللبنانية بينت أن معدل القراءة لدى العربي هو (كلمة واحدة) في الأسبوع ويهبط مقدار معدل القراءة السنوي للفرد إلى ست دقائق في العام، أي أن 300 ألف عربي يقرأون ما يعادل كتاباً واحداً فقط مقارنة مع المواطن الغربي الذي يصل معدل قراءته إلى «36» ساعة في العام، أي أكثر بـ(360) مرة من المواطن العربي. إحصائية عالمية أخرى بينت أن معدل القراءة السنوي أربعة كتب للفرد وفي أمريكا (11) كتاباً، وفي انجلترا (7) كتب، أما في العالم العربي فربع صفحة للفرد الواحد، يوازي عدد الكتب المطبوعة في أسبانيا ما طبعه العرب منذ عهد المأمون وفي حقل استهلاك الورق فإن دار (غاليمار) الفرنسية للنشر لوحدها تستهلك ما يفوق كل المطابع العربية مجتمعة من كمية الورق..

مأساة الترجمة

تمثل حركة الترجمة مثالاً مهماً على النشاط والتلاقح الفكري والحضاري، وقد «سمي» عصر المأمون بعصر الترجمة لما مثله هذا النشاط من فعالية مهمة، كانت السبب في حركة الفكر العربي النشطة في ما بعد، وإذا ما قارنا حركة الترجمة مع ما يماثلها في الوقت الحاضر سنخلص إلى أن عدد الكتب المترجمة إلى العربية في ثلاثة عقود من عام 1970م إلى عام 2000م مثلاً بلغ ما يعادل 6881 كتاباً، وهذا ما يعادل ما نقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها أربعة ملايين شخص فقط، وكان تقرير الأمم المتحدة قد كشف عن وضع مزر بهذا الخصوص إذ إن العرب لا يترجمون إلا خُمس ما يترجمه اليونانيون في الوقت الحاضر.

وبلغ متوسط الترجمة لكل مليون شخص من العرب في السنوات الأولى من ثمانينيات القرن العشرين يساوي (4.4) كتب أي أقل من كتاب واحد كل سنة، في حين بلغ (519) كتابا في المجر و (920) كتابا في أسبانيا . وفي إطار مسح ميداني أجراه شوقي جلال عن واقع الترجمة، ونشره في كتاب الترجمة في الوطن العربي يشير إلى أن إجمالي الكتب المترجمة في الوطن العربي منذ عصر الخليفة المأمون وحتى يومنا هذا يصل إلى عشرة آلاف عنوان، أي يساوي ما ترجمته إسرائيل في أقل من (25) سنة، أو ما ترجمته البرازيل في أربع سنوات، أو ما ترجمته أسبانيا في سنة واحدة.

حقائق:

حقائق مخزية تبعث على السخرية ما كشفه استطلاع مصري بيّن أن معظم الطلاب لا يقرأون الصحف اليومية إطلاقاً فيما بلغ متوسط ساعات الجلوس أمام التلفاز (6) ساعات، وكشفت الأسئلة التي تتعلق بمدى معرفة الشخصيات عن جهل الطلبة بأسماء الكثير من المفكرين والشخصيات العامة، فمثلاً.. عرّف الكثيرون من الطلبة من خلال الاستطلاع أن عبدالرحمن الكواكبي صحافي مصري، وسعد زغلول شاعر سوري، وبابلو نيرودا شاعر مغربي، وقد جرى استطلاع في الكويت مماثل فكانت الأجوبة كالآتي: 59 % قالوا: إن كوفي عنان حارس مرمى منتخب الكاميرون، و16 % أجابوا أن روجيه غارودي لاعب في منتخب فرنسا عام 1998، والشيخ أحمد ياسين أعدته الأغلبية شقيق الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين؟! وجرى في العراق في الثمانينيات استطلاع عن ثقافة الطالب، فـ77 % من عينة الاستطلاع لا يعرفون من هو عبدالقادر الرسام والذين تعرفوا عليه بأنه رسام من خلال اللقب فقط!!

فهل لنا أن نتساءل بعد ذلك عن السر في تخلفنا ومعطيات الواقع تشير بجلاء إلى تدهور حال القراءة والثقافة في العالم العربي.


عدد القراء: 6411

التعليقات 1

  • بواسطة د.ريمه الخاني من سوريا
    بتاريخ 2015-12-11 16:47:44

    نعم هذا موضوع كتبت عنه شخصيا، وكلما قرات عنه ازدادت الاحصائيات، دفعا للاحباط هل هناك حلول؟. مع جزيل الشكر لاثارة موضوع هام جدا.

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-