فهد العسكـر بين إغراء الفن وقيود الواقعالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2022-05-29 07:45:58

إبراهيم مشارة

كاتب جزائري

يفتح الحارس باب المقبرة يدلف بالنعش ثلاثة رجال، يسجى النعش للصلاة عليه، يوارى الميت في القبر وفي لمح البصر تنتهي المراسيم، يغلق الحارس الباب وينصرف المشيعون الثلاثة إلى شؤونهم، وكان أحد هؤلاء الثلاثة الأديب عبدالله زكريا الأنصاري الذي حضر تشييع جثمان صديقه الشاعر المغمور والمنبوذ فهد العسكر الذي أسلم الروح يوم 15 أغسطس 1951 في الكويت، وكان الأنصاري الشاهد الوحيد من الأدباء الذي قدر له أن يخلد مسيرة وأشعار العسكر ولولاه لانتهى في التاريخ مجهولاً شأن الكثيرين من النوابغ وأسدل الستار بذلك على حياة شاعر شاب غالب الظروف وقاوم أهله والمجتمع معًا من أجل الفن والشعر حتى حق عليه قول طرفة:

إلى أن تحامتني العشيرة كلها

                        وأفردت إفراد البعير الأجرب

ولد فهد العسكر بالكويت عام 1917، كان والده إمام مسجد الفهد ومعلم قرآن وقد رغب لولده أن يخلفه في تعليم القرآن وإمامة الناس للصلاة، تخرج عام 1930 من المدرسة المباركية ثم أكمل تعليمه بالمدرسة الأحمدية لكنه آنس من نفسه ميلاً إلى الشعر- تعضده موهبة- وتعلقًا بالحياة الحرة فنشأ ثائرًا على القيود الاجتماعية والأعراف لا يأبه بالتقاليد، والمجتمع الخليجي في ذلك الإبان كان مجتمعًا محافظًا مستكينًا إلى رتابة التقليد ونمطية الأعراف مزورًا عن كل تجديد وخروج عن المألوف والتعليم لا يتعدى التعليم التقليدي في ملمحه العام وكذلك العلم الديني لا يتعدى حفظ المتون وشرحها وتعاليقها وبما أثر من رواسب التقليد مع التصدي لكل محاولة للتجديد والاجتهاد برمي صاحبها بالمروق ولم يكن وضع المرأة غير وضع مزر، حياتها نهب للأمية والشغل مع النفاذ  فهي لا تعدو أن تكون آلة للإمتاع والإنجاب.

وقد أخذت الكويت على عاتق بعض أبنائها المتصلين بالمشرق مهمة النهضة والتحديث حيث بزغت شمس التنوير والحداثة سواء أتعلق الأمر بالتجديد الديني كما في خطاب الأفغاني ومحمد عبده أم في بداية النهضة الأدبية التي مثلها البارودي وصبري وحافظ أم في بداية النهوض الاجتماعي كما مثل ذلك خطاب قاسم أمين حول  تحرير المرأة وقبل بذلك خطاب الطهطاوي التنويري منذ "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" والخطط التوفيقية لعلي مبارك والاحتكاك بالغرب عبر طلائع البعثات العلمية  منذ محمد علي والخديوي إسماعيل.

نهضة إذا بدأت في مصر وامتدت إلى الشام وبلاد الرافدين ووجدت صداها في الخليج العربي وكثير من أبناء الخليج ونوابغه بدأوا مسيرتهم التحصيلية في القاهرة في جامعتها أو في دار العلوم أو في الأزهر الشريف وفي الكويت تحديدًا لا يمكن إغفال دور رواد الإصلاح والشعلة التنويرية التي حملتها بعد ذلك جامعة الكويت ووزارة الإعلام والثقافة التي أمدت الساحة الثقافية العربية بمشاعل الفكر والفن والأدب عبر إصداراتها الشهرية والدورية كالعربي والكويت وعالم الفكر ومن المسرح العالمي وكتاب العربي الشهري ومازالت إلى اليوم تواصل دورها التنويري والتثقيفي.

لم تصل الكويت إلى هذا المستوى إلا بالنضال الذي بدأ في الثلث الأول من القرن المنصرم وقد قدر لشاعرنا فهد العسكر أن يخوض معركة الحرية والتنوير والانطلاق أوليس الفن صنو الحرية وعديل الفردية ونظير الابتكار منصرفًا عن الاجترار والإمعية والركون إلى دعة التقليد وكسل الاجترار؟

عاش العسكر حياة بويهمية يخلص للفن وينشد المتعة ويعيش ليومه وإن وفق إلى رسم صورة لحياته في أبيات شعرية فقد أصاب النجاح كله لا يطلب ارتباطًا ولا يسأل عملاً بالرغم من أنه مارس التكسب بالشعر على عادة الشعراء القدامى فقد مدح الملك عبدالعزيز مما حدا بالديوان الملكي إلى الحدب عليه وتعيينه كاتبًا لابن الملك  محمد بن عبدالعزيز آل سعود ولكن شأنه شأن الهامشيين الذين لا يرتبطون بقواعد معينة ولا بآداب لياقة ويضيقون أشد الضيق بالقيود وبروتوكولات العمل ومراسيمه وضوابطه الأخلاقية، وليس ذلك مرده إلى غلبة نزعة الشر عليهم بل بالعكس تنطوي نفوسهم على قلوب رحيمة وكرم معنوي ولكن شيطان الفن يلقي بهم بعيدًا في فضاء رحب، حر يضيق بأقفاص المجتمع وأغلاله هكذا كان عبدالحميد الديب في مصر ومعاوية نور في السودان والصادق النيهوم في ليبيا وحسين مردان وعبدالأمير الحصيري في العراق ومحمد العريبي وعلي الدعاجي في تونس وغيرهم كثيرون.

ضاقت العائلة بصخبه وعربدته وشعره المتحرر الناشد للمتعة الصادح بالحديث عن نعمة الحب ولذة الأنس بالحبيب وفراديس الجسد ولذة التمرد على ما فيها من خسائر أولها التهميش والنبذ وهو القائل:

وأنا  شاعر  خلقت  لأشــــــدو

                         لا لأتلو القرآن في المحراب

فأبعدته عائلته وعاش بقية عمره وحيدًا في قبو واصطلح على بدنه المرض والعذاب المعنوي حتى أصيب بالتدرن الرئوي - السل - وأصيب بالعمى ثم مات أخيرًا وحيدًا مجهولاً منبوذًا، ولولا صديقه الأديب عبدالله زكريا الأنصاري الذي كتب مأساة الشاعر ونشر شيئًا من شعره الذي نجا من الحرق لما عرف أحد عنه شيئًا ولا عن شعره فقد لاحقت عائلته ميراثه الشعري وأحرقته حتى تتخلص من عار الشعر.

عار الشعر، عار الخروج على الآداب والتقاليد المرعية، عار الحياة البويهيمية، عار التصريح بالحب والتلذذ بالجسد -ولو كان حلمًا-  وبالخمرة  والحياة المتمردة التي لا تخضع لضغوط العرف وآصار التقليد وقد كان الشاعر يلجأ إلى ألفاظ تسخط الناس عليه خصوصًا ما تعلق بالدين هاهو يقول مثلاً:

وأنا شاعر خلقت لأشــــــدو

                         لا لأتلو القرآن في المحراب

أو يقول في وصف ليلة أنس:

ليلة كليلة القدر بل خيـر

                            وخير والله من ألف جيل

أو يتحدى من سماهم بالمتعصبين:

يا معشر المتعصبين رويدكم

                       أمن الرغام قلوبكم والجلمد؟

أو يقول أخرى:

يا قوم كفوا دينكـــــم  

                      لكم، ولي يا قوم ديني

وتعلق بفتاة مسيحية فيلجأ الغرام الشاعر إلى القول:

يا صاحبي قد كان من شاء الهوى

                فإلى الكنيسة سر بنا لا المسجــــد

أو يصرح بالخمرة وعربدتها ونشوتها غير آبه بأحد:

هات يا ساق، هات يا ساق بنت النخيل

               فعســــاها تشفي، عســــاها غليلي

مثل هذه الألفاظ: المحراب، القرآن، المتعصبين، لكم دينكم، الكنيسة، بنت النخيل وهذه الصور المتمردة كانت تسخط عائلته وترى أنه شوّه سمعتها وتسخط عليه الناس خصوصًا وأن والده كان إمامًا وتوسم في ولده مخايل النجابة وأن يكون خير خلف لخير سلف  فيأخذ مكانه إمامًا ومعلمًا للقرآن لكن الشاعر شاء طريقًا آخر أو قل شاء له شيطان الشاعر أن ينحرف عن الجادة بالمعنى الإبداعي لا الأخلاقي فلم يكن الشاعر منكرًا للغيب ولا منكرًا لكل خلق ولكنه يؤثر الحرية ويكره التعصب والمحافظة فقد نشأ في مجتمع محافظ يريد لكل ناشئ أن يراعي هذه الضوابط، فالعلاقة الأبوية قائمة على الأمر من جهة الأب والسمع من جهة الابن ونظام التعليم لا يتعدى حفظ المتون وشروحها وتعاليقها والتدين  يسيطر عليه التقليد والمرأة مجرد جسد يتشهى وطيف يتأوب أو آلة  للإنجاب ودمية للإمتاع محرومة من الوجود في الفضاء العام وإن خرجت لضرورة تغطي جسدها بالكامل إشعارًا بالغياب والاحتجاب عن  الفضاء العام فهي الغائبة الحاضرة والقريبة البعيدة والشاعر يطلب الحرية ويعاف التقليد بل إن الإبداع صنو التمرد والعبقرية بنت الخروج عن المألوف، حتى الحضارة بنت الخروج عن الجادة بالمعنى الإبداعي، أليس العلم وليد السؤال والفضول والنبش في المألوف والتفكير فيه؟ أوليس الاكتشاف ابن البحث في أقاص مجهولة وطرق غير مألوفة وهكذا الشعر يأبى الاجترار ويعاف التقليد ويريد أن يكون صنو الحياة يعبر عن الحياة في عنفوانها وفي تعاليها وسفاسفها، في رفعتها وحطتها والإنسان في جده  وفي هزله، في حيرته وفي يقينه، في حبه وفي سخطه، في خوفه وفي تمرده، في إيمانه وفي عصيانه، الشاعر يعشق أناه ويتيه فخرًا بنفسه والإبداع لا يتأتى إلا لكل شاعر معتبر لنفسه، مقدر لعبقريته، حتى يكف عن التقليد ويتأبى عن السير في طرق معبدة وسكك مرصوفة حيث تنتشر علامات الطريق، لا يعترف الشاعر بهذه العلامات ولذا تجد  الجديد والمبتكر في الإبداع الحقيقي الجديد والخلاق وغير المألوف والخيال هو الذي يسعف الشاعر ويخلق له دنيا جديدة لا تراتبية فيها ولا هيمنة لسلطة سياسية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية إلا سلطة الحرف ووهج الكلمة وبكارة الجديد.

شعر الشاعر:          

يصنف ضمن الشعر الرومنطيقي الذي يحتفي بالذات ويمجد الأنا ويغتبط بالغربة - رغم مرارتها - عن مجتمع مغرق في الشكليات والظلم الطبقي ويجد في الطبيعة ملاذًا ويستعير مفرداتها لخلق جنة شعرية الشاعر آدمها والحب حواؤها ولو كان حبًّا من جهة واحدة  مبعثًا للألم والعذاب، شعر يحتفي بالحياة في نضارتها وبكارتها ولا يهتم فيه الشاعر بالتقليد والاجترار ولا بالتأنق في اللفظ، بل بالصدق مع النفس ومع القارئ وحرارة الوجدان وتوتر الروح وهكذا تكون ثيمات الشاعر الرومنطيقي هي المرأة، الحب، العذاب، الغربة، الوحدة، الطبيعة، الخير الشر، نبذ المجتمع التراتبي، الموت، الشك إلى غير ذلك فهو يقول مثلا في الحب:

بأبي وأمي من مددت لها يـــدي

                بعد العشاء مصافحًا في الأحمدي

غيداء  عرج  بي  عليها أغيــــــــد

                في  دارهـا  أنعـم  بذلك  الأغـــيــد

ذقت الهوى وكأنني  ما ذقتـــــــه

                حتى  دخلت  ولامست  يدها يـــدي

ملكت علي مشاعري بحديثهــــا

                وبلـطـفـهـا  وذكائــهــــا  المـتـوقــد

حسناء  إن  أشكو الزمان فإنـــــه

                حـرب  علي  الحـر  الأبي  الأمـجــد

أو يميل إلى فتاة مسيحية يتعشقها ويطلب عندها الحب والأنس ولو أسخط عليه المجتمع المحافظ:

حوراء يا دنيـــا العرائس والروى

               أنا في الكويت أخو الشقاء فاسعدي

يا صاحبي قد كان من شاء الهوى

                فإلى الكنيسة سر بنا لا المسجــــد

يا معشر المتعصبين رويدكـــــــم

                أمن  الرغام  قلوبكم  والجــلمــد

فاليوم قادت من تحب لدينهـــــــا

                وغــدًا  يـعـود  بها  لــدين  محمــد

وكأنه أراد أن يدفع اللوم عندما احتال بهذه الحيلة أنها ستعود مسلمة معه لأنه يعرف مسبقًا سخط المجتمع وأسرته في المبتدأ.

وربما أظهر الشاعر تأثرًا ببعض الشعراء الكبار – قدامى ومحدثين- وأوحى إلى قارئه أنه متمكن من قراءة الشعر القديم والحديث وفهمهما وجاء في شعره تأثر ظاهر بأولئك الشعراء فقد تأثر بشاعرين مصريين هما شوقي وحافظ فمن ذلك قصيدته:

         حسب الغواني أنهنـه

                           حطمن قلبي، حسبنــه

وبدا نحوس في  الهوى

                      لما تألــق  ســـعــدنــــــه

فملكن إحســـاسي علي

                      فطـــــاف  قلبي  حولهن

ما  خطبهن  نفرن  مــن

                      ني حينما كاشفتهنــــه؟

فهي تحيل على قصيدة حافظ المشهورة عن أول مظاهرة نسوية مصرية ومن نفس بحرها وقافيتها:

خرج الغواني يحتــــــــــــج

                      جن وخرجت أرقب جمعهنه

فـــــــــــــــإذا بهن تخذن من

                      ســود الــثـــيــاب شعارهنــه

كما عمد إلى قصيدة شوقي المشهورة "ياجارة الوادي" فشطرها حيث يقول:

يا جارة الوادي طربت وعادني

                      مــــازادني شــوقًا إلى مـرآك

فقطعت ليلي نشــــــــــوان في

                      مـــــا يشبه الأحلام في ذكراك

ولا شك أنه أراد أن يثبت حسن التصرف والاقتدار والرد على كل مشكك أو طاعن في شاعريته على أن الأمانة تقتضي أن نقول بضعف الخيال عنده ربما بتأثير من البيئة إذا قارناه بالشعراء الرومنطيقيين في زمنه كما يخونه التعبير أحيانًا فتأتي اللفظة في غير محلها مثل كلمة قطعت الليل في البيت السابق.

كما أولع فهد بالخمرة وهي كما نص وليم جيمس تثير في النفس قابليات صوفية وتشل الديدان الماصة للحيوية والقدرة على التركيز وتبعث في النفس نشوة وتتيح للشاعر أن يندغم في         الموضوع فيثير الأحاسيس غير مبال بآراء الآخرين. هاهو يشيد بمشروب نقيع التمر المسكر في صورة نمطية مألوفة:

هــــــــــات يا ساق  بنت  النخيل

                    فعساها  تشفي غليلي عساهــــا

هات كأسي فيم التردد واشرب

                    فهي حسبي في محنتي ووكيلي

ليلة  ذكريــاتهـــــــــا  ملء  ذهني

                    وهي  في ظلمـــة الأسى قنديلي

ليلة لا كليلة القدر بل خيـــــــر

                         وخير والله من ألف جيـــل

ولأن الشاعر تمرد وسلك طرقًا أخرى وأسخط عليه الناس حفل شعره بالشكوى من الناس والحياة وما لقي منها وفي صميم ذلك إحساس بأنه غريب وهامشي:

كــفــي  المـــلام  وعلليني

                  فالشك  أودى  باليقين

وأمضني الداء العياء فم

                 ن مغيثي، من معينــي؟

أماه قد غلب الأســـــى

                 كفي  الملام  وعللــينـــي

أرهقت  روحي  الـعـــتاب

                 فامـسـكيـه  أو  ذرينــي

أنا  شــــاعر،  أنــا بـــــائـس

                 أنا  مستهام  فاعـــذريني

يا قوم  كــفـــوا  دينكــــــم

                 لكم،  ولي  يا قوم ديني

وهاهو يصرح بإحساسه الحاد بالاغتراب:

أنا  في  هـــذه الحــيــاة  غـــــريب

                 بائـس  تـائــه  وراء  ضـبـاب

أنا  في  الحب  يا رفاقي  شـقي

                 وسعيد  وافــرحتي  واكتئابي

وأنا  شـــاعر  خــلــقــت  لأشـــــدو

                 لا  لأتلو  القرآن في المحراب

فــهـل  الحب  والتــغـــزل  ذنــــب

                 آه! واضيعة المنى والرغاب؟

يا صحابي والدهر قد رفع العبد

                 وسام الأحرار سوء العــــــذاب

بعد ما طارد الرؤوس وأقصاهم

                 وغص  الميدان  بالأذنــــاب

وكشأن جميع الشعراء الرومنطيقيين الذين تشربت أرواحهم مبادئ القومية والتحسر على واقع العرب والاحتفاء بماضيهم التليد والدعوة إلى الأخذ بأسباب الرقي والتمدن وإصلاح أوضاع المجتمع من نشر قيم العدل والحرية والمساواة والتقليص من الفوارق الطبقية والإصلاح السياسي والأخذ بالعلم أساس المدنية والرقي ونبذ الخمول والخنوع للاستبداد  

أو المحتل الغاصب  هكذا عهدنا الشابي داعيًا إلى إرادة الحياة وهجاء المجتمع الخامل وهاهو فهد العسكر يدعو إلى القوة والقوة لا تأتي إلا بالعلم   فهو الذي يصنع قوة المجتمع العسكرية والصناعية والعلمية:

يا بني  العرب  إنما  الضعف  عـار

                      إي وربي سلوا الشعوب القويه

لغة  النار  والحديد  هي الفصحى

                       وحظ الضعيف منها المنيــــــه

يا بني  الفاتحين  حــتــــام  نبقـــــــى

                       في ركود، أين النفوس الأبيـــه؟

قم  معي  نسأل  الطلول عساهـــا

                      تشف  بالرد  غلــــه  روحيــــه

وعن ابن الخطاب من حكمه العد

                       ل وسعد بوقعة القادسيــــــــه

وهو كما نرى يستلهم التاريخ ورموزه كعمر ابن الخطاب وسعد بن أبي وقاص ولا يخفى ما في ذلك من إيحاء بعظمة الأمس وفقر الحاضر وبؤسه.

هكذا إذا كان العسكر شاعرًا متمردًا ورومنطيقيًا مجددًا ثار على التقليد والمجتمع والخمول ودفع الثمن غاليًا تهميشًا ونبذًا وحرمانًا  وموتًا وحيدًا وجنازة لم يسر في توديع ميتها غير ثلاثة مشيعين  ثم قدر له ككل شاعر فذ أن يستعيد ألقه اليوم وهاهي الكويت اعترفت به شاعرًا مجددًا معطاء وأعطته حقه من التكريم ومن الاحتفاء.

 


عدد القراء: 2648

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-