الأفلاج في كتابات رحالة أوروبيين في شرقي الجزيرة العربيةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2017-11-06 23:02:29

د. علي عفيفي علي غازي

أكاديمي وصحفي

يعرف الإنسان الخليجي القديم، في سبيل إيصال الماء من مصدرها للمناطق البعيدة، التي لا يوجد بها عيون، نظام شامل للري متطور، بحفر قنوات ضخمة على سطح الأرض، مغطاة أو مكشوفة، أو بحفرها في باطن الأرض بشكل انحداري يسمح بجريان الماء من بئر رئيسية، تُسمى بأم الفلج، وتُعرف الفتحات التي تتصل بالقناة، باسم الثقبة أو الفرضة، أما أول مكان خروج الماء إلى سطح الأرض فهو الشريعة. وذلك بهدف تجميع المياه الجوفية أو مياه العيون والينابيع الطبيعية أو المياه السطحية، أو السيول بحيث تنتقل المياه المتجمعة من مواردها في الفلج دون استعمال الآلات لرفعها. وتُعرف هذه الطريقة لتوزيع الماء في البحرين باسم "الفقب" أي الثقب. وفي سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة باسم الأفلاج، ومفردها "فلج". والتي تعني لغويًّا "شق في الأرض"، والجدول المائي الصغير، والقناة التي تروي الأرض. وقيل هو الماء الجاري، والجمع فلاليج وأفلاج1. والكلمة مُستمدة من جذور سامية قديمة، تعني "تقسيم"، ويُمكن إطلاق الكلمة على نظام تقسيم المياه بين المساهمين، إذ إنه عبارة عن تنظيم مُعين لتوزيع المياه بين من لهم حقوق فيها.

يُرجع بعض الباحثين الآثاريين والمؤرخين منشأ نظام الأفلاج إلى مصر الفرعونية، إذ مارس المصري القديم الزراعة المروية، وفي حوالي عام 3000 قبل الميلاد شق القنوات؛ لنقل الماء إلى الأراضي المرتفعة في موسم الفيضان2. وتذكر المصادر التاريخية أن "نينوى"، وهي من أقدم حضارات العراق القديم، كانت تحصل على الماء بواسطة نظام القنوات، وقد نصت شريعة الملك البابلي حمورابي (1810 - 1750 ق. م.) على صيانة الماء وأقنية الري وتنظيفها سنويًّا، واعتبرت الاعتداء عليها جُرمًا يُعاقب عليه3. وقد تمخضت الدراسات والأبحاث عن الكثير من المكتشفات الأثرية، التي تؤكد معرفة مجتمعات شرقي الجزيرة العربية لنظم الري منذ عام 2500 قبل الميلاد. وقد اشتهرت إمارات ساحل عمان المتصالح بانتشار الأفلاج في: العين والفجيرة ورأس الخيمة. وخاصة منطقة "هيلي" بمدينة العين، التي تُعدّ من أهم المواقع التاريخية المشهورة بالأفلاج4.

تتعدد أنواع الأفلاج، ومنها: الفلج الداؤودي الذي يُنسب إلى النبي داود، عليه السلام، إذ ينقل ولكنسون أسطورة تقول إن النبي سليمان بن داود، عليه السلام، في رحلته اليومية على بساط الريح إلى بيت المقدس، وفي طريقه إلى عُمان رأى قلعة "سلوت"، فأمر الجن أن تبحث الموضوع، وأخبره رسوله الهُدهد، أحد الطيور، أن القلعة غير مسكونة، فدخل النبي سليمان عُمان، وظل بها عشرة أيام، كان يأمر الجن المُسخرة له أن تبني ألف فلج في كل يوم من أيام إقامته، ومن يومها أصبح في عمان عشرة آلاف فلج، يُعرف بالداؤودي5، وهو ذلك الفلج الذي يستمد مياهه من عمق بعيد عن سطح الأرض. أما الفلج الغيلي، فإنه يستمد مياهه من غيول السيول والأودية، أو من ينبوع أو عين طبيعية، أو مجموعة عيون تتدفق منها المياه وتنساب على سطح الأرض مخالفًا بذلك الأنواع الأخرى، التي تعتمد على المياه الجوفية، وتعني كلمة غيل في الاستخدام المحلي الماء على السطح الحصوي للوادي6.

يلفت نظام الري بالأفلاج جُلّ رحالتنا الذين زاروا الجزيرة العربية والخليج، وبالتالي من الصعوبة الإحاطة بكل ما ذكروه في هذا المقال، ولهذا سوف نستعرض في اقتضاب إشارات سريعة. بداية يذكر الضابط البحري البريطاني جيمس ريموند ولستد James R. Welsted، الذي قام برحلاته في شبه الجزيرة العربية والعراق (1830-1835) أنه "توجد في عمان بعض الأودية الجافة التي تجري تحت الأرض، وهي ذات قيمة كبيرة في هذه المناطق، كما توجد بعض الخيران الصغيرة التي يتضاءل حجم بعضها كثيرًا في مواسم الجفاف". ويُشير إلى قيام العمانيون بسحب "المياه من الآبار العميقة بأسلوب فريد، حيث يثبتون خشبتين في منتصف قطر فوهة البئر...، وحين يمتلئ الإناء يُسحب ويُسكب في مستودع صغير ليتمّ توزيعه عبر جداول مستحدثة على وجه الأرض... ثم يُجرى توزيعه... بالنجوم التي يعرفون المواقيت الثابتة لخروج بعضها وغيابه".  وفي واحة مأدبة أدهشته جداول المياه  تنساب من جميع الاتجاهات، وتجلب الراحة للنفس7.

يصف الرحالة الإيطالي كارلو جوارماني Carlo Guarmani، الذي ارتحل في شمال ووسط الجزيرة العربية في عام 1851، واحة تيماء بأنها عبارة عن "متاهة من الشوارع الصغيرة التي تظللها أشجار النخيل، وأشجار الكروم التي تتدلى فوق هذه الشوارع، كما تظل هذه الشوارع أيضًا أفرع أشجار التين البارزة، وأشجار الخوخ والرمان التي جرى جلبها من دمشق قبل سنوات قليلة، وثبت نجاحها. هذه الأشجار يجرى ريها في قنوات، الكثير منها يُصنع من جذوع النخيل، تحمل الماء إلى المزارع من بئر عامة، في حال عدم وجود أبيار، أو من أبيار أُخرى قريبة، غالبًا ما تكون ملكًا لصاحب البيارة"8.

يُشير الرحالة الإنجليزي وليم جيفورد بالجريف (William Gifford Palgrave، 1826 - 1888)، والذي قام برحلته في  شرق ووسط الجزيرة العربية (1862-1863) إلى أن الري في واحة الجوف "يعتمد على القنوات الجارية التي تحمل الماء العذب الصافي... وما أجمل تلك المناظر لو تذكرنا الصحراء القاحلة"9.

يرى الرحالة والسياسي البريطاني صموئيل مايلز Samuel Miles، الذي استطاع أن يتجول في سلطنة عُمان بين عامي (1874-1885)، أن القناة أو فلج المطارد هو أحد علامات الرخاء السابق في صحار، حيث كان هذا الفلج يمد المدينة بالمياه في العصور القديمة. وفي وصفه للفلج يقول "إنه عبارة عن بناء صخري جيد يصله بسطح الأرض وادي الجزى القريب من حورا برجه، أو هضبة صحار كما نُسميها، إلى الشاطئ بمسافة تبلغ من أربعة إلى خمسة عشر ميلًا، وآثاره ما زالت موجودة إلى الآن". وقد لاحظ مايلز مثل هذا لبناء بجوار جبل غرابة10.

يقوم الشاعر والرحالة الإنجليزي تشارلز داوتي (Charles Doughty 1843- 1926)، برحلته في الجزيرة العربية، ويقضي بها سنتين (1876-1877) متجولًا في صحرائها، ويُشير إلى الأفلاج في وادي الدواسر، بقوله: "وتقع الأفلاج، جمع فلج، وتعني الصدع في الجبل، في جبل طويق وسكانها من الدواسر"11.

تقوم الرحالة البريطانية آن بلنت (1837 - 1917) Ann Blunt في شتاء عام 1878-1879 برحلة برفقة زوجها من دمشق إلى حائل، في شمال نجد، ومنطقة جبل شمر، وتكتب عن الأفلاج تقول: "أما الأرض فصارت أخشن من ذي قبل، وصارت الأفلاج أكبر والسفر أشق وأعسر، غير أن الأفراس والجمال تابعت طريقها بإقدام". وتروي قصة تدور أحداثها حول عاشقين شابين فرا من الجوف بنية الزواج، فلاحقهما ذووهما. ولما شكا بأنهما ملاحقان، وبُغية تجنب الفضيحة، اتفقا على أنهما بدلًا من أن يمضيا معًا، فضّلا أن يسيرا بخطين متوازيين يبعدا الواحد عن الآخر بمقدار مئة يارد، وعلى هذا النحو انطلقا في رحلتهما. فلما وصلا إلى أحد الأفلاج...، نال منهما التعب كل مبلغ، فانطرحا كل منهما تحت شجيرة ليُلاقي حتفه. وعلى هذه الشاكلة عثر عليهما، ولكن لحسن الحظ قبل فوات الأوان، وسر اختيارهما ذويهما على الجانبين، فصدرت الموافقة على زواجهما، وتمّ الاحتفال بعرس بهيج للغاية". وتذكر أنها خيمت إحدى الليالي في صحراء النفود بين المراعي، "على طرف أحد الأفلاج التي اعتدنا عليها خلال طريقنا من الجوف...، ولا تُعدّ هذه الأفلاج ذات شأن بالمقارنة مع ما شهدناه إلى جهة الغرب"12.

يُشاهد المستشرق الألماني يوليوس أوتينج Julius Euting الذي قام برحلته إلى شمال شرق الجزيرة العربية (1883-1884) في واحة تيماء "توزيع الماء بين ملاك البساتين... عبر قناة تتفرع منها جداول صغيرة لكل منها صمام يُمكن من خلاله حبس الماء، ومن المعتاد أن كل من له نصيب في تلك الجداول يقوم بجلب جمل للعمل في إخراج غروب الماء من أعماق البئر، كما يحرص بنفسه على صحة عملية توزيع الماء خلال  تلك الجداول... التي تمتد عبر الشوارع". ويذكر أنه توجد بقرية كاف "قنوات أخرى لتصريف المياه الفائضة يُمكن أن يستفيد منها صغار الملاك"13.

يكتب الرحالة الألماني ماكس فون أوبنهايم (Max von Oppenheim 1860 -1946)، الذي قام برحلته من البحر المتوسط إلى الخليج بين عامي 1892-1894، عن الينابيع والأفلاج والنخيل في شمال ووسط الجزيرة العربية، يقول: "تقع إلى الجنوب من الخرج واحات الأفلاج، وتوجد هنا ينابيع مشابهة لتلك التي توجد في الخرج، وكانت تغذي سابقًا نظام أقنية واسعة، لا يجري فيها الآن سوى  سيح (مسيل) واحد أخذت منه الواحة اسمها...، وتغذي الينابيع الواحتين القديمتين في شرق الجزيرة، والتي تُشكِّل مدينة الهفوف ومرفأ القطيف مركزها، وتشكل زراعة أشجار النخيل المرتبة الأولى في اقتصاد الواحات، ولكن، من الممكن، أن تتمّ زراعة الحبوب أيضًا بالاعتماد على الري أو في الأراضي التي تسقيها الأمطار أو السيول"14. وفي موضع آخر يُشير إلى أن "العديد من هذه الينابيع متصل مع قرية بقنوات تحت الأرض مزودة بفتحات كبيرة للتهوية، تُسمى كهريز"15.

يرتحل الرحالة الشاعر ثيودور بنت Theodore Bent وزوجته مابل، في اليمن وعمان قادمين من الحبشة في عام 1893، ويُشاهدا "الجداول تنساب مياهها فوق ما يُشبه جدارًا ضخمًا مُذهلًا، فتشكل شلالات خفيفة القوام، وتتدلى منها المقرنصات الحجرية، بشكل مشوش، وفي الوسط يُصبح عمقها 55 قدمًا، وأكبر طول لها حوالي الميل، وهي عبارة عن ظاهرة طبيعية رائعة"16.

يبذل المبشر الأمريكي صموئيل زويمر Zwemer Samuel 1867-1952، عضو الإرسالية التبشيرية، منذ عام 1892 عدة محاولات لزيارة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تغب عن ذهنه، ولكن من دون فائدة، إلا أن رغبته تحققت أخيرًا في مايو من عام  1900، حيث وصل الشارقة في 14 منه بعد أن مر في طريقه بجزيرة أبو موسى، ومنها إلى دبي، ووصف الطريق الذي سلكه بقوله: "على الرغم من أنه محفوف بالمخاطر والصعاب إلا أنه طريق جميل، وعلى هذا الساحل ينمو العديد من الفواكه مثل المانجو والنخيل، ويستخدم الأهالي للري طريقة تُسمى "أفلاج" جمع فلج، وهي تعمل عن طريق تحويل لمجرى الغدير ليصب في قنوات تروي المزروعات"17.

يُشاهد، في الرياض، الدبلوماسي الدنماركي باركلي رونكيير Barkley Ronquier، الذي قام برحلته الأولى والأخيرة للجزيرة العربية في العام 1912، "الماء ينساب جداول رقراقة من جيوبها العديدة عبر قنوات تأخذه لسقي النباتات العطشى دائمًا"18.

يخترق الرحالة البريطاني جون فيلبي John Phillby 1885-1960، شبه الجزيرة العربية بين سنتي 1917-1918، فقد كتب عن وسائل الري المتبعة في الأفلاج، واستخدام الكهاريز (الدبل) وهي مجاري مائية جوفية اصطناعية؛ بل أشار إلى احتمال وجود مجرى مائي قديم كان يأتي من خط تقسيم المياه في الأفلاج19.

 

المراجع:

1 - ابن منظور: لسان العرب، عبدالله علي الكبير وآخرون (تحقيق)، (القاهرة: دار المعارف، د. ت.)، ص 3456، 3457.

2 - حسين محمد حسين: "نظام الأفلاج والثقب أو قنوات الري تحت الأرضية"، صحيفة الوسط، العدد 2631، (19 نوفمبر 2009م/ 2 ذي الحجة 1430هـ).

3 - محمود الأمين: شريعة حمورابي، (بيروت: دار الوراق للنشر المحدودة، 2007)، ص 25، 26؛  مجموعة من المؤلفين: شريعة حمورابي وأصل التشريع في الشرق الأدنى القديم، أسامة سراس (ترجمة)، (دمشق: دار علاء الدين، 1993)، ص 103، 104.

4 - "يعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد، والهيلي أهم مواقعه، الأفلاج.. نظام ذكي للري"، صحيفة البيان، (23 نوفمبر 2013).

 5 - جي. رسي. ولكنسون: الأفلاج ووسائل الري في عمان، محمد أمين عبدالله (ترجمة)، (مسقط: وزارة التراث والثقافة، 2003)، ص 68.

 6 - "نظام الري في عُمان ما زال يعتمد على الأفلاج القديمة"، صحيفة الوسط، العدد 2002، (29 فبراير 2008م/ 21 صفر 1429هـ.).

7 - جيمس ريموند ولستد: تاريخ عمان رحلة في شبه الجزيرة العربية، عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم (ترجمة)، (بيروت: دار الساقي،2002)، ص 180-182.

8 - كارلو جوارماني: شمال نجد، رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم في العام 1864، صبري محمد حسن (ترجمة)، (القاهرة: دار الهلال، 2010)، ص  210.

9 - عوض البادي: الرحالة الأوروبيون في شمال الجزيرة العربية (منطقة الجوف ووادي السرحان) 1845-1922، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2002)، ص 74، 83.

10 - س. ب. مايلز: الخليج بلدانه وقبائله، محمد أمين عبدالله (ترجمة)، (مسقط: وزارة التراث القومي والثقافة، 1983)، ص 444.

11 - سعد العبدالله الصويان: محاضرات في أدب الصحراء العربية، (الدوحة: وزارة الثقافة والفنون والتراث - كتاب المأثورات الشعبية، 2013)، ص 114.

12 - ليدي آن بلنت: رحلة إلى نجد مهد العشائر العربية، أحمد إيبش (ترجمة)، (دمشق: دار المدى للثقافة والنشر، 2005)، ص 194، 198، 328.

13 - يوليوس أوتينج: رحلة داخل الجزيرة العربية، سعيد بن فايز السعيد (ترجمة)، (الرياض: دارة الملك عبد العزيز، 1999)، ص 156، 22.

14 - ماكس فرايهير فون أوبنهايم: البدو، الجزء الثالث: شمال وسط الجزيرة العربية والعراق الجنوبي، محمود كبيبو (ترجمة)، (لندن: شركة دار الوراق للنشر المحدودة، 2007)، ص 19، 20.

15 - ماكس أوبنهايم: من البحر المتوسط إلى الخليج: لبنان وسوريا، محمود كبيبو (ترجمة)، (لندن: دار الوراق للنشر المحدودة، 2008)، ص 289.

16 - بيتر برنيث: بلاد العرب القاصية، رحلات المستشرقين إلى بلاد العرب، خالد أسعد عيسى؛ أحمد غسان سبانو (ترجمة)، (بيروت: دار قتيبة للنشر والتوزيع، 1990)، ص 207.

17 - فاطمة حسن الصايغ: "الساحل المتصالح في كتابات المنصرين"، في كتاب عبيد علي بن بطي (تحرير): كتابات الرحالة والمبعوثين عن منطقة الخليج العربي عبر العصور، (دبي: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، 1996)، ص 308؛ نقلا عن:

Arabian Mission Correspondence, No. 753, Box 2, (May 1900).

18 - باركلي رونكيير: عبر الجزيرة العربية على ظهر جمل، منصور محمد الخريجي (ترجمة)، (الرياض: مكتبة العبيكان، 1999)، ص 174.

19 - محمد فاتح عقيل: الجزيرة العربية في كتابات بعض الرحالة الغربيين، (الإسكندرية: مكتبة دار نشر الثقافة، 1962)، ص 26، 30.

 


عدد القراء: 8661

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-