فلسفة المرض وحكمته البليغة وفن التعامل مع الألآم ومعاناة الحياةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2019-02-05 12:48:37

أ.د. مهند الفلوجي

لندن

لا حصانة لطبيب ولا لصيدلاني ولا لأحدٍ من البشرٍ (أيًّا كان) من المرض والمعاناة والمصائب. الكل له نصيب منها، فلا مندوحة لأحدٍ عن المرض، فكم من طبيب يعاني من أمراض الحساسية، وكم من زعيم وقائد مصاب بالسرطان، وكم من عظيم يعاني آلام الظهر والفقرات والغضاريف، وكم من طفلٍ مشوّه أو مُعاق أو ذي عاهة... وكم وكم.  بل قد يموت الطبيب من مرض كان يطببه بنفسه وقد يعيش مريض رغم كل المعطيات والمؤشرات الطبية لموته,  كما في رائعة ابي العتاهية:

إِنَّ  الـطَـبـيـبَ   بِـطِـبــِّهِ   وَدَوائِــهِ

                              لا يَـسـتَـطيعُ دِفاعَ مكروهٍ  أَتى

ما  لِلطَبيبِ  يَموتُ  بِالداءِ الَّذي

                             قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَـضى

ذَهَبَ  المُـداوي  وَالمُداوى  وَالَّذي

                            جَلَبَ  الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى

ولا يُستثنى نبات ولا حيوان ولا حتى جماد من المرض (!)، فكم من أرضٍ بور ومن قيعان موبوءة بالطاعون، وكم من بركة ماء تستفحل فيها الهيضة (مرض الكوليرا)، وكم من بيت جدرانه ملوثة بالبكتريا القاتلة، وكم من حجارة تكون موطناً للفطريات. 

السؤال المُحيّر المُهمّ

إذن، لماذا خلق الله المرض؟  سؤال لا تجيبه، بل ولا تدرّسه معظم (إن لم يكن جميع) كليات الطب في العالم مع أنه سؤال في صميم المهنة, وهو سؤال له عواقب خطيرة في الفكر الإنساني وثقافة الشعوب.

فالبعض ألحد ورفض وجود الله لأنهم لم يستطيعوا التوفيق بين الله القديرالعليم الرحيم وبين المرض والشر والمعاناة  في الحياة. عدم الإجابة على هذا السؤال استحثّ المتشككين مثل بروفيسور كامبرج الشهير وعالم الكونيات  Cosmologist والثقوب السوداء ستيفن هوكنغ Stephen Hawking مؤلف كتاب (تاريخ مختصر للوقت)  Short History of Time وفلاسفة الإلحاد الأربعة سام هاريس Sam Harris، وريتشارد داوكن Richard Dawkins، وكريستوفر هيتشنز Christopher Hitchens، ودانييل دينيت Daniel Dennett  للإعلان إنه لا يوجد إله (الله).

بل إن ستيفن هوكينغ صار (قبل وفاته في مارس 2018 عن 76 سنة) يتجرأ وينتقد إيمان إسحاق نيوتن وآينشتاين بالله، فمثلاً قوله: «لذا كان آينشتاين مخطئًا عندما قال: " الله لا يلعب النرد" فالنظر في الثقوب السوداء يوحي، ليس فقط إن الله يلعب النرد، ولكنه أحيانًا يُربكنا بنثره الثقوب السوداء في أماكن لا يمكن النظر إليها». (راجع: هل يلعب الله النرد ؟ Does God Play Dice? 1996).

 

فوا عجبًا لتطاول هؤلاء الملاحدة رغم فلسفتهم وعلمهم الناقص، لقد كانت وطأة المرض تلقي ظلالها الثقيلة على هوكينغ الذي أصيب بمرض العصب الحركي Motor Neuron Disease وهو ابن 21 سنة، وقد أعلن الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين، ومع ذلك جاهد المرض بعزيمة ورباطة جأش حتى تجاوز عمره الـ 76 عامًا، وهو أمد أطول مما توقعه الأطباء. كان الأولى بـ "هوكينغ" أن يشكر الله على ما أمده بالعمرٍ المديد الذي أتاح له فرصة العطاء في علوم الفيزياء النظرية بدل إلحاده وإنكاره وجود الله (!). بعد حينٍ جعله المرض مقعدًا، ولكنه مع ذلك استطاع أن يجاري بل وأن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، رغم أن أجسادهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق، بينما كان هوكينغ يجري الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظي بذات اللقب وكرسي الأستاذ الذي حظي به من قبل "السير إسحاق نيوتن"، وصار هوكينغ رمزًا في إرادة تحدّي الإعاقة  والمرض الذي دام حوالي 55 عامًا. مع تطور مرضه، وبسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهاب القصبة، أصبح هوكينغ غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، أي أصبح غير قادر على الحركة تمامًا، فقامت شركة إنتل الأمريكية في "سيليكون ﭬالي" بكاليفورنيا (Intel Corporation in Santa Clara, California, in the Silicon Valley) للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينغ من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقًا في الجهاز تمثل كلمات وأوامر.

ورغم أن الكنيسة لم تكن يومًا جزءًا من حياة هوكينغ ، ورغم أن زوجته الأولى الكاثوليكية تركته لإلحاده، إلا أن العائلة قررت إقامة مراسيم دفنه بالكنيسة تحاشيًا لانتقاده ولعنته بعد موته. كان هناك 500 مدعوا لجنازة ستيفن هوكينغ (أقيمت في 31 مارس 2018) في سانت ماري الكنيسة الكبرى في كامبريدج (إنجلترا). ورغم إلحاد هوكينغ، فإن أولاده لوسي وروبرت وتيم اختاروا هذه الكنيسة المرموقة لتوديعه. وأصدر أولاده بيانًا برّروا فيه ذلك: "إن حياه والدنا وعملنا يعنيان أشياء كثيرة لكثير من الناس، المتدينين وغير المتدينين على حد سواء. لذا، فإن الخدمة ستكون شاملة وتقليدية على حد سواء، مما يعكس اتساع وتنوع حياته". وجهزت عائلة هوكينغ وجبات عيد الفصح المجانية لثلاثة أيام في عطلة نهاية الأسبوع للمشردين في كنيسة ويسلي الميثوديه في كامبريدج يوم جنازته. واحرقت جثته في 15/6/2018 وطُـُمِر الرماد في مقبرة ويست- منستر بلندن London’s Westminster Abbey قرب بقايا العالم الشهير إسحاق نيوتن.

حكمة المرض البليغة

ويمكن الآن تصنيف الحِكَم البليغة من وراء المرض تحت عنوانين كبيرين: الحكمة الطبية والحكمة الشرعية.

الحكمة الطبية (البحتة):

ولعل الابتداء بالأسباب الطبية يتلاءم هنا ليُرضي شريحة المتشككين والملحدين بالله لإثبات الحكمة بالدليل المادي الدنيوي (قبل الديني وإن كان كلاهما مرتبطان بالإرادة الإلهية):

1. لتقدم الطب والجراحة والقبالة والتحاليل الطبية المختبرية والصيدلة لأمراض لا عهد لهم بعلاجها من قبل, كمرض السكري واكتشاف الانسولين لعلاجه، وعلاج الحميات والأمراض المعدية باكتشاف البنسلين، وللعلاج المتطور ضد الفيروسات والميكروبات والطفيليات المختلفة: ولقد صدق الله تعالى بقوله: (ويخلق ما لا تعلمون).

فلقد صار مرض السفلس والتدرن الرئوي والجدري والكوليرا والطاعون وشلل الأطفال أمراضًا من الماضي السحيق بسبب اكتشاف اللقاحات ومضادات الحياة.

2. لتبيين ضعف الإنسان المُتكبّر وتفاهته حيث أن أبسط الكائنات مثل الفيروس والبكتيريا والطفيلي يسببون الأمراض التي تجعل الإنسان مُنهكًا ضعيفًا كرادع له ليتأدب ويتواضع ويعرف حدوده. وما ألطف عبارة الممثل العالمي كلينت إيستوود Clint Eastwood نهاية الفيلم (Magnum Force 1973) بمقولته الشهيرة:

(على الإنسان أن يعرف حدوده A man's got to know his limitations).

3. لمعرفة مواضع الوباء فلا يرتادُ أحدٌ أماكنَ العدوى لأجل العزل الطبي  quarantine principle ،  وسيرد الإعجاز النبوي الفريد في الحديث النبوي: (إذا حلّ الوباءُ (الطاعون) بارضٍ فلا تدخلوا فيها ولا تخرجوا منها فرارًا منه) أي من  الوباء أو الطاعون.

4. للرزق والعيش والتكسب المهني الطبي للأطباء والجراحين والمحللين و الصيادلة والممرضين والقابلات.

5. لتوازن أعداد البشر ولادةً وموتًا، فالأمراض الفتاكة والحوادث القاتلة تعيد كفة الميزان لنصابه مع كفة المواليد.

6. لتنشيط جهاز المناعة ضد المرض Strengthening defence mechanisms against diseases بتكوين الأجسام المُضادّة.

7. لتجديد الأنسجة في العضو المصاب بعملية اندمال الجرح وتعويض الميت والقديم منها بنسيج نشط جديد. 

8.  صارت أعمار البشر أطول من الأعمار بالماضي بسبب التقدم بعلاج الأمراض وعلوم الغذاء. ولعل معدل أعمار اليابانيين هي الأطول في العالم (80 سنة) لولعهم الشديد بأكل السمك النيء منه والمطبوخ، بينما معدل أعمار الأفارقة هي الأقصر في العالم لانتشار الأمراض المعدية واستشراء العنف.

9. للتعليم الذاتي وكيفية الوقاية والعلاج من الأمراض بمعايشتها self-education فلا تعرف الألم وسوء الهضم والقحة والإسهالdiarrhoea Pain, dyspepsia, cough and إلاّ بأن تعيشها وتتعلم الوقاية منها. ولا تعرف الأنفلونزا مهما تكلمنا عنها إلا بالإصابة بها، فتأخذ العبرة بالابتعاد والتحصين مما يفضي إليها. كذلك التسمم بالطعام الشعبي بسبب المايونيز (بيض نيء تحت الشمس يُستحسن تجنبه في الصيف والمناطق الحارة) أو بسبب التلوث أثناء الطهي كما في دلهي (الهند Delhi belly وكذلك في بغداد Baghdad belly) أو حبة بغداد (العراق)  Baghdad boil.

10. للتأقلم للطعام الجديد بالبهريز أو الحمية (حكمة القدماء: المعدة بيت الداء والحمية نصف الدواء، والنصيحة العربية: نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) وأكل ما هو مناسب للمعدة لتساعده على الشفاء (فيمتنع عن أكل التوابل والفلفل والمخلل والحوامض والمقلي) ويبدأ يأكل مشتقات الألبان (كاللبن الخاثر غير الحامض، والجبن، والمحلبي والكاستر والآيس كريم) والطعام الطبيعي الطازج في موسمه بدل طعام العلب المحفوظ بالحوافظ الصناعية والضارة Fresh food better than canned preserved food  with additives harmful E additives.

11. للسيطرة على الأمراض الجينية  والعائلية  Genetic diseases control عند ظهور حالات جينية في زواج الأقارب. وتأتي هنا الحكمة النبوية في الحديث المُعجز (اغتربوا حتى لا تضووا) أي تزوجوا الأغراب لمنع الضعف في الذرية.

12. لاستشارة الطبيب مبكرًا فقد يكون الألم أو قلة الشهية أو الغثيان والاستفراغ (Nausea and Vomiting) حافزًا لاكتشاف مرضٍ كالسرطان في بدايته وعلاجه أسهل في باكورته قبل أن يستشري في النهاية ويصبح داءً عُضالاً. والمُلاحظ أن مرضى الغرب يراجعون الطبيب في باكورة المرض بسبب التثقيف الصحي والرؤية الفلسفية بأن الحياة الدنيا هي كل شيء هناك، بينما الشرقيون يراجعون متأخرين غير عابئين ولا خائفين من الموت والهلاك كونهم مُلاقوا ربهم فلا يفرق الموت معهم، خلافًا للنصيحة النبوية الرائعة: ( يا عباد الله تداووا فإن الله ما أنزل داءً إلا له دواء إلا السام –  أي الموت).

13. اقتصاديًا، فإنّ المرض هو سبب للراحة الوظيفية بأخذ إجازات المرض (Sick leave) المطولة والمتجددة وبراتب كامل. وإذا تسبب المرض بعجز وظيفي يكون سببًا لعلاوة العجز (Disability benefit) خصوصًا في الغرب وتؤهل العاجز بالتقاعد المبكر على أساس مرضي (Early retirement on ill basis).

14. المرض محطة للتفكّر والتدبّر ومراجعة النفس قبل الموت، والمريض يصبح حكيمًا بعد المرض ويتعظ قبل الموت فيبدأ يأخذ الأمور بلا تشنج لعلاج التوتر العصبي Stress ويبدأ باتخاذ قرارات خطيرة في تقسيم أملاك تركته وهو حي يرزق. ثم إن المرض العضال خصوصًا السرطان هو فرصة للتأمل والتفكير مليًا في تحقيق الأماني المحرومة (Bucket list or wish list of the dying patients) فيجند طاقاته لتحقيقها قبل الموت وفوات الأوان. هناك أغنياء مصابون بأمراض المعدة أو القولون المستعصية والمميتة عملوا وصاياهم قبل الموت بالتبرع بممتلكاتهم وأموالهم لمستشفيات ولجمعيات خيرية.

15. المرض فرصة لتأمل المريض وهو على فراش الموت لإعادة النظر في أوليات الحياة فكثير من الغربيين تحول لدين الإسلام،  كما في حالة المغني العالمي كات ستيفنز (Cat Stevens) بعد مرض التدرن الرئوي والغرق أثناء سباحته في (ماليبو) وكاد يموت Near death experience أقسم إنْ أنجاه الله وشفاه سوف يُسلم، وقد أسلم وغيّر اسمه إلى يوسف إسلام (Yusuf  Islam). وقد يكتب المريض  وصيته (Will) بتحويل أملاكه للجمعيات الخيرية، فمثلاً شخصية السوبرمان (Superman) مثـّلها الممثل كرستوفر ريف (Christopher Reeve) بعد إصابته بالشلل الرباعي (Tetraplegia) إثر سقوطه من حصان صار يشعر بآلام غيره من المصابين بقطع الحبل الشوكي، تبرع إثرها بأمواله لتمويل البحوث عن نمو وإصلاح الأنسجة العصبية في الحبل الشوكي؛ ولعل الخلايا الجذعية كانت إحدى ثمرات هذه البحوث.

16. مرضى الأمراض المستعصي علاجها من السرطانات وأمراض القولون وفشل القلب مثلاً يشكلون مادة دسمة لتجارب الدواء والتداخلات العلاجية الأخرى لأجل إيجاد علاج مثالي يساعد الآخرين.

17. يُشجَّع المريض المتماوت في الغرب للتبرع بأعضائه بعد الموت لغرض زرع أعضاءه Organ Transplantation في الأحياء مثل التبرع بقرنيّة  العين, الكلى، القلب، الكبد، الرئتين، وحديثًا زرع الوجه، شريطة ألا يكون موت المريض بسبب تسمم الدم أو السرطان (عدا سرطان الدماغ الذي يُسمح به لأنه لا يستشري عادة خارج الجمجمة). كذلك فإن المرض يستحث سحب الدم ونقله خصوصًا استخلاص مصل الدم مثلاً من مرضى الالتهابات الفيروسية القاتلة لإنقاذ الآخرين.

18. وكما أن المرض مصدر رزق للأطباء والصيادلة والمحللين كذلك الموت بعد المرض مصدر رزق للحانوتيين والحَنوطيّين (دفـّاني الموتى) إضافة لشراء أراضي وقيعان لدفن الموتى، وفي الغرب هناك أماكن لحرق الموتى Crematorium.

حكمة المرض شرعيًا:

1. لمعرفة فضل الله عليه بالصحة بفقدانها وتقدير نعمة العافية بوجودها (تُعرف الأشياء بأضدادها). كما جاء في القصيدة اليتيمة التي ألّفها "دوقلة المنبجي" كمهر للزواج من (دعـد) الأميرة العربية الجميلة الشاعرة (التقاه إعرابي في الطريق وسرق منه القصيدة ثم قتله): 

فالوجهُ  مثلُ  الصُـبـح  مبيضّ        والشعـرُ مثل الليل مُـسودّ

ضِـدّان  لما اسـتجمـعا حُسـنـًا      والضِدّ  يُظهر حُسنَه  الضِدّ

يقول ابن تيمية في منهاج السّنة النّبويّة: (خلقُ أحد الضّدين ينافي خلق الضّد الآخر، فإنّ خلق المرض الذي يحصل به ذلّ العبد لربه، ودعاؤه، وتوبته من ذنوبه، وتكفيره خطاياه، ويرقّ به قلبه، ويذهب عنه الكبرياء، والعظمة، والعدوان، يُضادّ خلق الصّحة التي لا يحصل معها هذه المصالح).

2.  ثم شكر الله وحمده عند معافاته مما ابتلى به غيره كما في المقولة المشهورة (الحمد لله الذي عافنا مما ابتلى به غيرنا)، ذلك لأن (الصحة تاجٌ على رؤوس الأصِحّاء) فتغمره طمأنينة النفس وراحة البال. 

3. يتعلم من المرض أن يقنع بقضاء الله وقدره: وضرب لنا صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أروعَ النماذج في هذا الباب، وحقَّقوا في ذلك أعلى الرُّتب، مُحقِّقين في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (وأن تؤمن بالقَدَر خيره وشره). فإن الله يخلق كل شيء بقدر. فيعرف أن المرض المقدر له انما هو امتحان فـ (رُبّ ضارّة نافعة) (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء:19 وكم من عُسرٍ تلاه يُسر، وكم من ضيقٍ جاء بعده الفرج وإن تأخر (فكل تأخيرة فيها خيرة). والمرض مُنحة ربانية تأتي بشكل محنة "إذا أراد الله بعبد خيرا يصب منه" يعني الخير كل الخير في البلاء. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة) رواه الترمذي وصححه. وقال الحسن البصري (رحمه الله): (لا تكرهوا البلايا الواقعة والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك) أي: هلاكك. 

فالمرض سُنّة الحياة المُطّردة وقانونه الدائم ليتعلم المرء ان حياته في الدنيا امتحان دائم ويزداد إيمانه بقضاء الله وقدره، خيرًا كان أم شرًا (شرًا في ظاهره كما يبدو لنا)، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة: 155. إن أفعال الله تعالى كلها منطوية على الحكمة التامة، وقد يدرك العباد أو بعضهم شيئًا من هذه الحكمة، وقد تعجز عقولهم القاصرة عن إدراكها، ولذلك كان مبنى الدين على الإيمان بالغيب، وإثبات كل أنواع الكمال المطلق لله تعالى، ونفي كل أنواع النقص عنه سبحانه. وعليه... فما من شيء خلقه الله تعالى وإن كان في وجوده شر نسبي إلا ومصلحة وجوده أعظم من مفسدتها، وهذا الجزء من الشر لا ينسب لله تعالى ولكن ينسب إلى مخلوقاته، وإنما ينسب له تعالى الحكمة من خلقه. يقول ابن القيم في شفاء العليل: (فإن الرب سبحانه لا يفعل سوءًا قط، بل فعله كله حسن وخير وحكمة، كما قال تعالى: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) (آل عمران: 26). وقال أعرف الخلق به صلى الله عليه وسلم: والشر ليس إليك. فهو لا يخلق شرًا محضًا من كل وجه).

وقال ابن عثيمين: (الله خلق كل شيء الخير والشر، ولكن الشر لا ينسب إليه، لأنه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيرًا، فالشر ليس في فعل الله، بل في مفعولاته أي مخلوقاته. ومخلوقات الله تنقسم إلى 3 أقسام هي:

1 - شر محض كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما الله من أجلها، فهي خير.

2 - خير محض، كالجنة والرسل والملائكة.  

3 - فيه شر وخير، كالإنس والجن والحيوان).  (فتاوى ابن عثيمين).

4. بالمرض يُظهر المرء أنواعَ التّعبد، فإنّ لله على القلوب أنواعًا من العبوديّة، كالخشية والتواضع. المرض ينزل بالمسلم من الضُرّ والشّدائد ما يلجئه إلى المخاوف، حتّى يُلجئه إلى التّوحيد، وتعلّق قلبه بربّه وحده، فيدعوه مخلصًا له الدّين. يروى أنّه لمّا أصيب عروة بن الزبير بالأكلة في رجله (غرغرينا القدم لعلها بسبب داء السكر Gangrene likely to be diabetic) قال: (اللهمّ كان لي بنون سبعة، فأخذت واحدًا وأبقيت ستةً، وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفًا وأبقيت ثلاثةً، ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت، ثمّ نظر إلى رجله في الطّست بعدما قطعت فقال: إنّ الله يعلم أنّي ما مشيت بك إلى معصية قطّ وأنا أعلم).

اعتلَّ الفضل بن سهل وزير المأمون يومًا ولما شُفي جلس للناس فهنؤوه فقال: «إن في العلل لنعمًا ينبغي للعقلاء أن يعلموها. تمحيص للذنب وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وإذكار للنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضٌ على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره بعد الخيار».

5. استحثاث الدعاء: روى الإمام أحمد وابن ماجه عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر).

 6. قاعدة العزل وأن نعالج قدر الله بقدر الله: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام حتى إذا كان بـسَرْغ لَقِيه أهلُ الأجناد (أبو عبيدة بن الجرَّاح وأصحابه)، فأخبروه أن الوباءَ قد وقَع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادعُ لي المهاجرين الأوَّلين فدعوتُهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن تَرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيَّة الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقدِمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعُ لي الأنصار، فدعوتهم له، فاستشارهم فسلكوا سبيلَ المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: عني، ثم قال: ادع إليَّ مَن كان ها هنا من مشيخة قريش من مُهاجِرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقدِمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحٌ على ظَهْر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارًا من قَدَر الله، فقال عمر: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم، نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كانت لك إبل فهبطت واديًا له عُدْوتان، إحداهما: خِصْبة، والأخرى: جَدْبة، أليس إن رعيتَ الخِصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله"، قال: فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيِّبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا عِلْمًا، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتُم به بأرض، فلا تَقدَموا عليه، وإذا وقَع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه)، قال: فحمد اللهَ عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف.

الشاهد في القصة هنا هو قول عمرَ رضي الله عنه لأبي عبيدة: "نعم، نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر الله"، هذه الكلمة التي تَفوَّه بها الخليفة المُلْهم أصبحت خالدة تَرُدُّ على كثير من الطوائف المتخبِّطة في مسائل القضاء والقدر، وتقطع عليهم سيرَهم الباطل، نعم تَفر من المرض إلى العافية، وتَفِر من الموت إلى الحياة، إن أمكنك ذلك، مع عِلْمك اليقيني أنَّ هذه الآفات واقعة بك يومًا ما لا محالة، وبقدر الله، ومُتذكِّرًا قول الله تعالى: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) الرعد: 38.

7. بذل الأسباب لمراجعة الأطباء، حتى وإن قام بالرقية الشرعية والسقي بماء زمزم وإكثار الدعاء، وعدم اليأس،  فمثلاً الإصابة بالسرطان لا تعني الموت به أو عدم إمكانية الشفاء منه كما قد يتصور البعض، روى الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل).  والمرض قدر الله نداويه بالدواء للشفاء وهو قدر الله أيضًا.

عن أنس رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا ) رواه أحمد (12186) وحسنه الألباني.

وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : قَالَتْ الأَعْرَابُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: (نَعَمْ ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، إِلا دَاءً وَاحِدًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الْهَرَمُ). رواه الترمذي (2038) وصححه الألباني في صحيح الترمذي. (الْهَرَمُ) هو الضعف بسبب كبر السن وأمراض الشيخوخة، فليس له دواء. ولفظ "الداء" في الأحاديث عامة تشمل جميع الأمراض الباطنية والعقلية والعصبية.

8. ولأجل المرض يتحلى بالصبر والتحمل والارادة القوية. فالصبر في الدنيا يستجلب الدرجة العالية يوم القيامة (إنما يوفى الصابرون أجورهم بدون حساب). قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة: 155، فعن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: (إنّ عظم الجزاء من عظم البلاء، وإنّ الله إذا أحبّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرّضا، ومن سخط فله السّخط)، رواه التّرمذي وحسنه. أن من كره بلاء الله ولم يرض بقضائه فله السخط من الله تعالى والعذاب الأليم جزاء له على اعتراض القدر (كذا قال المباركفوري في شرح الترمذي والمناوي في شرح الجامع الصغير).

وهكذا كلما عظُم البلاء عظُم الجزاء، فالبلاء السهل له أجر يسير، والبلاء الشديد له أجر كبير، وهذا من فضل الله جل وعلا على عباده، فإذا رضي الإنسان وصبر واحتسب فله الرضى وإن سخط فله السخط، وفي هذا حث على الصبر على المصائب. ولا ينافي هذا مشروعية سؤال الله العافية، والتحرز من أسباب المرض والبلاء، والبحث عن الدواء والعلاج بعد حصول مرض ما. واعلم أن التذمر ينافي الرضا بالقضاء. ولا حرج في إظهار التوجع من الألم، كما لا حرج في الإستشارة الطبية من المرض. يقول الشاعر:

والصبر  مثل  اسمه  مرٌّ  مذاقته

                     لكن عواقبه أحلى  من العسل

والصبر طريق الشفاء والسلامة والمجد ومن أعظم مزايا القيادة،  كما يقول ابو علي البغدادي:

لا  تحسب  المجد  تمرًا  أنت  آكله

                   لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

9.  المرض ابتلاء لمحو السيئات وزيادة الحسنات. أخرج البخاريّ أنّ النّبي قال: (ما يصيب المؤمن من وصبٍ ولا همّ ولا حزنٍ ولا أذى، حتى الشّوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه). أن الابتلاء يكون:

1/ تارة لتكفير الخطايا، ومحو السيئات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من همّ، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه مسلم.

2/ وتارة يكون لرفع الدرجات، وزيادة الحسنات، كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)  رواه البخاري.

3/ وتارة يقع البلاء لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين، قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت:2-3.

فيبتلي الله عباده ليتميز المؤمنون الصادقون عن غيرهم، وليُعرف الصابرون على البلاء من غير الصابرين.

4/ وتارة يعاقب المؤمن بالبلاء على بعض الذنوب، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر) رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وحسنه السيوطي. وأخرج مسلم من حديث صهيب قال: قال رسول الله:

(عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سرّاء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضرّاء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير).

أخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (إنّ الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها). فالمؤمن الذي تصيبه السراء والنعمة فيشكر ربه يحصل الخير، وذلك لأن الله يحب الشاكرين، ويزيدهم من نعمه، قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم:7. والمؤمن الذي يصبر على الضراء ينال أجر الصابرين، كقوله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة:155-157.

10. استجابة دعاء المريض له وللآخرين، فالمريض يكون قريبًا من الله وفي معيته. فيسأله زوّاره أن يدعو لهم، لأن المرض يُقرّب المريض من الله تعالى، وهذا قربٌ خاصّ، يقول الله تعالى في الحديث القدسيّ: (بن آدم، عبدي فلان مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده)، رواه مسلم ، وقال: (أنا عند المنكسرة قلوبهم).

11. جعل الله المرض محطة لقصم القياصرة وكسر الأكاسرة وتحجيم الحكام الظلمة الجبابرة. ألم يكن مقتل نمرود العراق بحشرة, وتدويخ فرعون مصر بالقُمّل والجراد.

12. لتقوية الأواصر الاجتماعية عند عيادة المريض بين أقارب المريض وخلانه وأقرانه. وأجر لزيارة المريض وعيادته وهي حق من حقوق المسلم على المسلم أن يعوده إن مرض وأن يمشي في جنازته إن توفي.

13 . لمعرفة طبائع أهله وعائلته ومعرفة عدوه من صديقه: فعند الشدائد تُعرف الإخوان، و(رُبّ أخٍ لك لم تلده أمك). وفي الضيق يعرف العدو من الصديق Friend in need is friend indeed.

14. وفي تفاقم المرض واستشراءه، حثٌّ للناس على التعاضد على التكافل الاجتماعي فيما بينهم عند محاربتهم الأوبئة والأمراض.

15. في المرض استحثاث للصدقة. والأحاديث النبوية من الروائع في هذا المجال: (داووا مرضاكم بالصدقة). 

(صنائع المعروف تقي مصارع السوء).

ولكن على المرء أن يتحرّى صنع المعروف فيمن يستحقه.


عدد القراء: 13879

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

التعليقات 13

  • بواسطة السيد مصطفى رعد عيسى من العراق
    بتاريخ 2019-02-21 12:20:35

    مقالة رائعة عن الحكمة وراء المرض. والحقيقة اننا لا نستطيع ان نتخلى عن رحمة الله فرحمة الله واسعه تسع كل شيء في الصحة والمرض، وأيضاً رحمة الدكتور ولطفه تسع الجميع ولا نستطيع ان نستغني عن العلم فالعلم نور والجهل ظلام وهكذا هو الطبيب الرائع نور يشيح كل الظلامات كذلك لا نستطيع ان نستغني عن الناجحين في اعمالهم فالطبيب يعمل ونعم يعمل لنفسه حتى ينجح ويجتهد ليكون للناس حصناً من الأمراض. وجهة نظري انني أكنٌ لبعض الأطباء كل الاحترام والمحبه وتمنياتي لهم بالنجاح الزاهر لان هؤلاء لا ينسون مَن دونهم مثل الدكتور مهند. وان كان البعض لا نستطيع ان نطلق عليهم لقب الطبيب لأنهم يمارسون الطب للتجاره لا كمهنة انسانيه. كل الإحترام لك والتوفيق والنجاح الزاهر دكتور مهند ودمت لأحباءك بسلام وعز.

  • بواسطة مصطفى رعد عبسى من العراق
    بتاريخ 2019-02-19 20:44:15

    لا نستطيع ان نتخلى عن رحمة الله فرحمة الله واسعه تسع كل شيء، وأيضاً رحمة الدكتور ولطفه تسع كل شيء ولا نستطيع ان نستغني عن العلم فالعلم نور والجهل ظلام وهكذا هو الطبيب الرائع نور يشيح كل الظلامات كذلك لا نستطيع ان نستغني عن الناجحين في اعمالهم فالطبيب يعمل ونعم يعمل لنفسه حتى ينجح ويجتهد ليكون للناس حصناً من الأمراض. وجهة نظري انني أكنٌ لبعض الأطباء كل الاحترام والمحبه وتمنياتي لهم بالنجاح الزاهر لان هؤلاء لا ينسون مَن دونهم مثل الدكتور مهند. وان كان البعض لا نستطيع ان نطلق عليهم لقب الطبيب لأنهم يمارسون الطب للتجاره لا كمهنة انسانيه. كل الإحترام لك والتوفيق والنجاح الزاهر دكتور مهند ودمت لأحباءك بسلام وعز.

  • بواسطة رعد الجاف من بريطانيا العظمى
    بتاريخ 2019-02-18 19:18:28

    مقالة ذكية واكثر من رائعة وفعلا موضوع لم يسبق لأحد ان تطرق اليه بإسهاب وموضوعية مثلما تطرق اليه الدكتور الأخ والصديق مهند الفلوجي، فقد أمتعتنا اخونا الكريم في السابق بمحاضراتك القيمة وعلمك الغزير في مسجد النور في لندن بين صلاة المغرب والعشاء من كل يوم جمعة وفي قاعات اخرى في لندن ، وها انت تمتعنا في الحاضر بهذا الموضوع الشيق وانه يقيناً اقول بان هذه الدراسة قد جاءت نتيجة بحث ومثابرة طويلتين وعميقتين وأنها فعلا تزيد المؤمن إيماناً بقدر الله خيره وشرّه، فالإيمان يزيد وينقص كما نعلم. بارك الله في مساعيك دكتور مهند وجزاك الله خير الجزاء ونوّر طريقك واطال في عمرك بالخير والموفقية الدائمتين وكما أمتعتنا في السابق والحاضر فعسى ان تغنينا بالمزيد المفيد في المستقبل باذنه تعالى ودمتم سالمين بمشيئة الباري عز وجل.

  • بواسطة الاستاذ ثروت سليمان إدريس من العراق
    بتاريخ 2019-02-14 11:09:58

    مقاله جميله والحقيقة ان كل هذه المفاهيم يلزمها الإيمان بالله وقدرته على منح الإنسان القدرة على الثبات في وجه مصاعب الحياه من مرض أو قهر أو ضعف أو ظلم تحياتي والى مقاله أخرى

  • بواسطة زياد توفيق رشاد من المملكة المتحدة
    بتاريخ 2019-02-13 10:09:08

    عرض اكثر من رائع للموضوع و طريقة فعالة لاظهار وجهات نضر مختلفة سواءا القديمة او الحديثة منها في امر قد يكون من اشد الامور حساسية و تاثير على الانسان وخاصة الذين يعتبرون ان المرض نقمة ومصيبة ..ان المقال يبين للقاريء الفطن ان الرحمة الالهية قد تتاتى حتى على صورة مرض وهذا قمة الايمان..وكما قال الشاعر بدر شاكر السياب واصفا حال النبي ايوب ، - لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما استبدّ الألم، لك الحمد، إن الرزايا عطاء وان المصيبات بعض الكرم.- دمت لنا يا دكتور منارا مضيئا ..البسنا ربنا جميعا لباس العافية

  • بواسطة د. أحمد الألوسي من المملكة المتحدة
    بتاريخ 2019-02-11 16:39:43

    ليس فقط المقال الأول في هذا المضمار، و لكن الرائد و الوحيد - شخصت في كلماتك ما استعصى على أقلام الجميع، و في تحليلك الرائع بين الحكمة الشرعية و الطبية البحثية إلمام بموضوع البحث كأحلى ما يكون الإلمام و أنت ضليع و أهل لهكذا تحد. كل حرف في المقال صيغ صياغة الأستاذ المعلم و ليست غريبة على ما تعودنا منك. ينبوع العلم؛ أدامك الله و أطال في عمرك و بارك لك في دارك و أهلك و دنياك و آخرتك.

  • بواسطة مؤمنة من الجزائر
    بتاريخ 2019-02-11 14:24:54

    سلم حرف دكتور .. فعلا المرض أيقونة سماوية تثبت لنا دوما أن حركاتنا وسكناتنا مؤشرات لعالم الأحياء والأشياء التي لايمكن أن تفصل عن الرمزية الالهية المقدسة بالغة الحكمة في الداء والدواء

  • بواسطة الاستاذ أسعد الجبوري من العراق
    بتاريخ 2019-02-09 23:20:41

    احسنت دكتور موضوع يستحق القراءة المرض هو اختبار على قدرة التحمل على البلاء كما يجب أن يكون المريض متفائل وعنده ثقه برب العالمين لقوله تعالى أنا عند حسن ضن عبدي بي لقول الله تعالى إذا مرضت هو يشفيني والمرض هو أمر مكتوب قل لأن يصيبنا الا ماكتب الله لنا فالمرض احيانا يكون نعمة لاندركها فهو كفاره للذنوب.

  • بواسطة فاطمة طارق من العراق
    بتاريخ 2019-02-09 00:36:39

    بوركت دكتور مهند وسلمت أناملك فعلا المرض حكمه بليغه، ان لم يكن كفاره من الذنوب قد يكون انذار وعلى المريض ان يتعظ من مرضه وياخذه بعين الاعتبار، والكثير من الناس تمرض وتشفى ثم تمرض وتشفى وتبقى على حالها وربما تزداد طغيانا واجحادا لفضل الله ونعمه الكثيرة. كان والدي رحمه الله عندما يصيبنا مكروه يقول راجع حساباتك ماذا فعلت وابتليت وكان دائما يردد القول: (هذا انذار من رب العالمين) فالحمد لله رب العالمين على كل حال والحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. ولقد ابتليت بمرض اتعب حالي ودعوت الله بالليل والنهار: ( يا رب اكشف عني البلاء، يا من خلقت لكل داء دواء وكلتك أمري فانت نعم الوكيل بيدك النجاة واليك السبيل اني عبدك الفقير الذليل وأنت الكريم الرحمن الرحيم ان شفيتني انك على كل شيء قدير وان لم تشفني احمدك حمدا كثيرا). اني حين فقدت عضوا من جسمي استوقفتني الآيه الكريمه (انا خلقنا الإنسان في احسن تقويم) كنت افسرها بأنها تخص المظهر الخارجي للانسان لكن الحقيقة ان كل عضو بالجسم له وظيفته وما خلق رب العالمين شيئا لا لزوم له، وهنا عرفت أن احسن تقويم تشمل كل شي موجود بجسمنا سواء كان من الداخل أو الخارج.

  • بواسطة علي محمد زيدان من العراق
    بتاريخ 2019-02-09 00:32:58

    مقالة رائعة. ولولا وجود مثل هذه المخلوقات لما استطاع الانسان ان يصل الى قمة التقدم و التطور الطبي و هذه ظاهرة جيدة لتعريف الانسان بهذه المخلوقات خاصة العلماء منهم لأنهم هم فقط من يعرف هذه المخلوقات و بهذا يعرفون عظمة الله. والملحدون رغم فهمهم العالي و اسئلتهم التعجيزية الا انهم لو تعمقوا في الامور لسوف يقتنعوا ان من خلق هذه المخلوقات هو خالق مبدع وليس خلقهم من فراغ .. اقول وأخيرا (كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام).

  • بواسطة علي محمد زيدان من
    بتاريخ 2019-02-08 21:57:10

    قبل التعليق ملاحظة حتى نكون منصفين للطرفين؛ في الزمن السابق كانت مادة يدرسها الطبيب تسمى ماده علم النفس الطبي فمن خلالها يكون تشخيص المرض و اكتشافه من خلال الملامح المتغيره التي تلاحظ على وجه المريض اذا كان مريض بالفعل او كان متمارض ويتم كشفه لم نجد في وقتنا الحاضر الا قله قليله من الأطباء الماهرين في عملهم ويدققون لهكذا مواضيع مثل الدكتور مهند الفلوجي بارك الله بجهودك المثمره ذات امكانيه في اكتشاف المريض من خلال هذه الوسيله المطروقه أعلاه لكون اللذي يستطيع اكتشاف هذه الفكره لا يصعب عليه اكتشاف المريض بسهوله

  • بواسطة محمد ضرار بن راشد من العراق
    بتاريخ 2019-02-07 18:23:38

    موضوع اكثر من رائع من جميع النواحي واستخلاصات الفكر القديمة والمعاصرة التي تخص كل ما قيل عن المرض الذي يطارد الإنسان منذوا القدم والخوف منه باعتباره الموت لدى أغلب الشعوب وقد أسهب بتمكن كبير الكاتب الدكتور مهند المحترم من هذا الموضوع والقدرة الكبيرة من التمكن في الخلاصة الفكرية تمنياتنا دوام العطاء والنجاح له ولمجلتكم الموقرة

  • بواسطة Bahaawaad من العراق
    بتاريخ 2019-02-07 17:40:50

    مقاربات جميلة تدخل الطمأنينة الى النفس وكلام سليم فيه من الحكمة الشيء الكثير .. كل الشكر والأمتنان لشخصك الكريم د. الفلوجي على المقال الرائع .. اتمنى لك ولسائر المسلمين تمام الصحة والعافية ..

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-