رحيل الكاتب علي سالم أبرز مؤيدي التطبيع مع إسرائيل

نشر بتاريخ: 2015-09-23

فكر – القاهرة:

توفي بعد ظهر اليوم الثلاثاء الكاتب المسرحي المصري، علي سالم إثر نوبة قلبية مفاجئة في شقته بحي المهندسين في القاهرة ، عن عمر ناهز الـ79، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وقد قضى علي سالم العقدين الأخيرين من عمره في شبه عزلة، بعد ما ثارت ضده الأوساط الثقافية والأدبية المصرية إثر موقفه من التطبيع مع إسرائيل.

وكان سالم قد طالب بالتحاور مع المثقفين والكتاب والناشطين في إسرائيل، من أجل استكمال طريق السلام الذى بدأه الرئيس الراحل أنور السادات بتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.

وقد تم تجميد عضوية علي سالم في اتحاد الكتاب، جراء مطالبته بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل.

وطالب سالم بتعلم اللغات التركية والإيرانية والعبرية، من منطلق أنه كان يهدف للحوار بين الأجيال المقبلة والثقافات المختلفة.

ومثلما اشتهر سالم بتأليف مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي نجحت نجاحًا كبيرًا في سبعينيات القرن الماضي، اشتهر أيضا بتأليفه لكتاب "رحلة إلى إسرائيل" سرد فيه تفاصيل تجربته الغريبة والفريدة من خلال زيارته إلى إسرائيل.

وهو أكثر كتاب المسرح إثارة للجدل فيما يخص العلاقة بين مصر وإسرائيل، كان آخرها تصريحه قبل يومين بأن "إسرائيل ليست عدوًا، ولا تمثل أي تهديد للأمن القومي المصري".

ولد علي سالم في مدينة دمياط (شمال القاهرة) يوم 24 شباط/فبراير 1936، وكان والده يعمل شرطيًا صغيرًا بوزارة الداخلية، لكنه استطاع أن يحصل على شهادة في الأدب العربي.

كتب علي سالم أول مسرحية قدمته كاتبًا محترفًا في مجال المسرح أوائل الستينيات بعنوان "ولا العفاريت الزرق"، ثم كتب مسرحية "حدث في عزبة الورد" التي قدمها "ثلاثي أضواء المسرح" جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد، ثم مسرحية "الناس اللي في السماء الثامنة" وصدرت عام 1966.

وتواصلت مسرحياته بعد ذلك ومنها "الرجل اللي ضحك على الملائكة"، و"أنت اللي قتلت الوحش"، و"مدرسة المشاغبين"، و"عفاريت مصر الجديدة"، و"بكالريوس في حكم الشعوب"، و"خشب الورد"، و"الكلاب وصلت المطار"، و"أغنية على الممر"، و"الكاتب في شهر العسل"، و"أولادنا في لندن"، و"الملاحظ والمهندس".

قدم علي سالم للمكتبة العربية 15 كتابًا و27 مسرحية، أغلبها في فن الكوميديا والهجاء السياسي، كما كتب السيناريو والحوار لعدد آخر من المسرحيات.

وفي عام 1994 زار علي سالم إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، والتقى عددًا من الشخصيات اليهودية هناك، وعندما عاد إلى مصر أصدر كتابًا بعنوان "رحلة إلى إسرائيل" سرد فيه أحداث وتفاصيل رحلته ولقاءاته، وتمت ترجمته إلى العبرية والإنجليزية، حيث صدر أيضًا في إسرائيل.

وفي حزيران/يونيو 2005 قررت جامعة بن غوريون في النقب منحه الدكتوراه الفخرية، لكن الحكومة المصرية منعته من السفر لحضور الحفل واستلام الجائزة.

كما قدمت له مؤسسة "تراين" الأمريكية جائزة "الشجاعة المدنية"، وتسلمها في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 بمقر إقامة السفير الأمريكي بلندن.

ويوم الأحد الماضي قال سالم في مقابلة تلفزيونية بإحدى القنوات المصرية الخاصة، إن "إسرائيل ليست دولة عدوًا، ولا تمثل أي تهديد للأمن القومي المصري".

وأضاف "لا توجد صداقات ولا عداوات بين الدول، ولكن هناك مصالح، ومن مصلحة إسرائيل أن تكون مصر قوية، وليست كسوريا التي تحكمها عصابات!".


عدد القراء: 2957

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-