تقدم الغرب بديمومة البحوث والتطويرالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2023-09-29 12:26:22

أ.د. مهند الفلوجي

لندن

يستمد التفوق العسكري (أكثرهم كرّة بعد فرّة) قوته وتمويله من عاملين رئيسيين: ديمومة البحوث والتطوير، وقاعدة اقتصاد قوية مستقرة ومستدامة.

لطالما قادت الولايات المتحدة العالم في الإنفاق على البحوث والتطوير، لكن حديثًا صارت الصين تحقق مكاسب سريعة في السنوات الأخيرة. فمن عام 1995 حتى عام 2018، زاد الاستثمار الصيني السنوي في مجال البحوث والتطوير من المصادر العامة والخاصة بأكثر من 15٪ سنويًا في المتوسط، وهو رقم مذهل يضاعف تقريبًا الزيادات التي حققتها كوريا، التي حققت ثاني أعلى نمو بين الممولين الرئيسيين. ونتيجة لهذا النمو السنوي، بلغ حجم البحوث والتطوير في الصين 463 مليار دولار عام 2018 وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أي 89 مليار دولار خلف الولايات المتحدة (الصورة).

إن الإنفاق على البحوث والتطوير (R & D) يولد معارف جديدة ويخلق تكنولوجيا جديدة. وهذا هو حجر أساس الابتكار والاختراع. والبحوث والتطوير وأغلبها في المجالات العسكرية.  تتطلب البحوث والتطوير (R & D) على مشروع عسكري:

• صرف الأموال الطائلة على المواد وعلى إنشاء مؤسسات المشروع مع رواتب الموظفين،

• وتهيئة كادر كفاءات متكامل من العلماء Scientists والمساعدينStaff ،

• وإنشاء المؤسسات والمصانع والمختبرات والبيئة الملائمة للعمل،

• مع التنسيق والتعشيق الكامل بين القيادات العسكرية وعلماء الجامعات العلمية.

• احتضان واستقطاب الكفاءات العلمية من مختلف أصقاع العالم.

• سرية المشروع، وتعدد أماكنه للمرواغة، وتأمين مصانعه، وحماية علماءه من الخطف والقتل.

ولنأخذ مثالاً لذلك مشروع مانهاتن Manhattan Project والذي كان ردة فعل للمخاوف من العلماء الألمان إبان الحرب العالمية الثانية. وبسبب تقدم ألمانيا النازية باكتشاف الانشطار النووي من قبل الكيميائيين الألمان أوتو هان Otto Hahn وفريتز ستراسمان Fritz Strassmann عام 1938، جعل تطوير قنبلة ذرية ألمانية احتمالاً نظريًا. وفي أغسطس 1939 حذر الفيزيائي الهنغاري ليو زيلارد Leo Szilard والفيزيائي الألماني ألبرت أينشتاين  Albert (في رسالة مشتركة) الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت Franklin Roosevelt من كارثة استخدام الأسلحة الذرية، إذ كان أدولف هتلر مستعدًا لاستخدامها.

تشكل مشروع مانهاتن عام 1939 للبحث والتطوير وبدعم من بريطانيا وكندا. وبعد الهجوم الياباني على بيرل هاربور 7/12/1941، أعلن الرئيس روزفلت دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية مع بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا لمحاربة الألمان في أوروبا واليابان في المحيط الهادئ. تموضعت قيادة الجيش بمنطقة مانهاتن، وبذلك سمي المشروع باسمها واستوعب المشروع نظيره البريطاني (سبائك الأنابيب Tube Alloys). 

أنشأ روزفلت اللجنة الاستشارية لليورانيوم، وهي فريق من العلماء والمسؤولين العسكريين مكلفين بالبحث عن دور اليورانيوم المحتمل كسلاح. وبدأت الحكومة الأمريكية بتمويل البحث الذي أجراه الفيزيائي إنريكو فيرمي، والذي ركز على فصل النظائر المشعة (المعروف أيضًا باسم تخصيب اليورانيوم) والتفاعلات النووية المتسلسلة.

إنريكو فيرمي Enrico Fermi إيطالي الأصل ومتجنس أمريكيًا. عام 1926 وهو في سن الـ 25، أصبح أستاذا للفيزياء التجريبية في روما ثم غادر إيطاليا بسبب الفاشية عام 1938 (لكيلا تتعرض زوجته اليهودية للاضطهاد). قاد فيرمي فريق جامعة شيكاغو، وصار المبتكر لأول مفاعل نووي بالعالم: Chicago Pile-1. وأطلق عليه لقب "مهندس القنبلة الذرية" "architect of the atomic bomb".  وحصل فيرمي على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1938.

بدأ مشروع مانهاتن بشكل متواضع عام 1939، لكن سرعان ما وظف قرابة 130,000 شخص في ذروته.  وتكلف ما يقرب من 2 مليار دولار أمريكي (أي ما يعادل حوالي 24 مليار دولار عام 2021 أو قرابة 27.02 مليار دولار عام 2023). وكان أكثر من 90 % من التكلفة لبناء المصانع وإنتاج المواد الانشطارية، مع أقل من 10 % لتطوير وإنتاج الأسلحة. تم إجراء البحث والإنتاج في أكثر من 30 موقعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا. وكان الكثير من علماء المشروع من النازحين اليهود الألمان.

للفترة 1942 - 1946، كان المشروع تحت إشراف اللواء ليزلي غروفز Leslie Groves من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي. وكان الفيزيائي النووي ج روبرت أوبنهايمر J. Robert Oppenheimer  مدير مختبر لوس ألاموس Los Alamos Laboratory لتصميم القنابل. وخدم فيرمي تحت قيادة أوبنهايمر باللجنة الاستشارية العامة، التي قدمت المشورة لهيئة الطاقة الذرية AEC.

دخول أوبنهايمر مشروع مانهاتن

انضم أوبنهايمر لقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، بيركلي University of California, Berkeley، حيث أصبح أستاذًا متفرغًا عام 1936. قدم مساهمات كبيرة في الفيزياء النظرية، كإنجازاته في ميكانيكا الكم quantum mechanics وعمل بالفيزياء النووية على نظرية الإلكترونات والبوزيترونات electrons and positrons، وفي عام 1942، تم تجنيد أوبنهايمر للعمل في مشروع مانهاتن، وعام 1943 تم تعيينه مديرا لمختبر لوس ألاموس التابع للمشروع في نيو مكسيكو، المكلف بتطوير أول أسلحة نووية. وكان لقيادته وخبرته العلمية دور فعال في نجاح المشروع، إذ أنشِئ مختبر لوس ألاموس -الذي كان يُعرف باسم المشروع Y رسميًا في 1 يناير 1943 وهو المجمع الذي تم فيه بناء واختبار قنابل مشروع مانهاتن الأولى بناءه على طلب أوبنهايمر.

وكان أوبنهايمر يعمل بالفعل على مفهوم الانشطار النووي (جنبًا لجنب مع إدوارد تيلر وآخرين) عندما عُيّن مديرًا لمختبر لوس ألاموس في شمال نيو مكسيكو عام 1943.

أدى المشروع إلى تطوير نوعين من القنابل الذرية: إذ تم تطوير Little Boy باستخدام اليورانيوم 235. بالتزامن مع سلاح البلوتونيوم الرجل السمين Fat Man حيث تم تصميمه وتطويره بجهود مختبر لوس ألاموس. كما قام المشروع بجمع المعلومات الاستخباراتية حول مشروع الأسلحة النووية الألماني. خدم موظفو مشروع مانهاتن في أوروبا، وأحيانًا خلف خطوط العدو، حيث جمعوا المواد والوثائق النووية، وجمعوا العلماء الألمان بعد القبض عليهم. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة لمشروع مانهاتن، نجح الجواسيس الذريون السوفييت في اختراق البرنامج.

كان أول جهاز نووي تم تفجيره على الإطلاق عبارة عن قنبلة خلال اختبار ترينيتي، الذي أجري في موقع صحراوي في نيومكسيكو في ميدان ألاموغوردو للقصف والمدفعية Alamogordo Bombing and Gunnery Range في 16 يوليو 1945 إذ فُجِرت أول قنبلة ذرية بنجاح -اختبار ترينيتي- مما أدى لتكوين سحابة فطر هائلة يبلغ ارتفاعها حوالي 40 ألف قدم، والدخول الى العصر الذري.

بعد استسلام ألمانيا يوم الإثنين 7 أيار 1945، شكك بعض علماء المشروع بأهمية القنبلة. لكن أوبنهايمر قال إن القنبلة ستنهي الحرب في المحيط الهادئ. في 16 يوليو 1945، كان الاختبار الأول والناجح للقنبلة الذرية (اختبار ترينتي Trinity test). وفقًا لمجلة profile عام 1949 وأثناء مشاهدة الانفجار التجريبي، فكر أوبنهايمر بفقرات من البهاغافاد غيتا Bhagavad Gita (كتاب الهندوس المقدس): "إذا انفجرت إشراقات ألف شمس دفعة واحدة في السماء، فسيكون ذلك مثل روعة الجبار ... وأنا الآن أصبحُ "الموت، مدمر العوالم " Death, the destroyer of worlds. صعد أوبنهايمر إلى المسرح وشبك يديه معًا "مثل الملاكم الحائز على جائزة" بينما هتف الحشد. وأعرب عن أسفه لأن السلاح كان جاهزًا بعد فوات الأوان لاستخدامه ضد ألمانيا النازية. 

إلقاء أول قنبلة نووية على هيروشيما وناغازاكي

مع تكبد الألمان خسائر فادحة في أوروبا والاستسلام، كان الإجماع بين القادة العسكريين الأمريكيين عام 1945 هو أن اليابانيين سيقاتلون حتى النهاية المريرة مما يكبد الطرفين خسائر فادحة. في 26 يوليو 1945، في مؤتمر بوتسدام (الألمانية المحتلة من قبل الحلفاء) وجهت الولايات المتحدة إنذارًا نهائيًا لليابان بالاستسلام وتشكيل حكومة جديدة ديمقراطية وسلمية أو مواجهة الدمار الفوري والمطلق. لم يقدم إعلان بوتسدام أي دور للإمبراطور في مستقبل اليابان، فلم يقبل بالشروط.

وأمر الرئيس هاري ترومان بالتحضير لقصف هيروشيما وناغازاكي، ليجبر اليابان على الاستسلام.

في غضون ذلك، حدد القادة العسكريون لمشروع مانهاتن هيروشيما باليابان كهدف مثالي لقنبلة ذرية، نظرًا لحجمها وعدم وجود أسرى حرب أمريكيين معروفين في تلك المنطقة. وبعد ثلاثة أيام، مع إعلان عدم الاستسلام (9 أغسطس)، ألقيت القنبلة الثانية فوق ناغازاكي، موقع مصنع لبناء الطوربيدات.

وهكذا بعد شهر من الانفجار النووي التجريبي، فجرت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين (Little Boy وFat Man) فوق مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، على التوالي باستخدام قاذفة B29 التابعة للقوات الجوية الأمريكية؛ وهو الاستخدام الوحيد حتى الآن للأسلحة النووية في نزاع مسلح. تم إسقاط القنبلة، الملقبة بـ"الولد الصغير Little Boy" في 6 أغسطس، وانفجرت على ارتفاع 1800 قدم فوق مدينة هيروشيما. وأطلقت القنبلة ما يعادل 12.5 كيلوطن من مادة TNT، وحولت 5 أميال مربعة من وسط المدينة إلى رماد وتسببت بمقتل نحو 120 ألف شخص خلال الأيام الأربعة الأولى بعد الانفجار.  تبخر الكثيرون على الفور بسبب الانفجار، وتوفي آخرون بعد ذلك من آثار الحروق والإشعاع.  بعد ثلاثة أيام، في صباح يوم 9 أغسطس، انفجرت القنبلة الذرية الثانية "الرجل البدين" فوق مدينة ناغازاكي. على الرغم من أنها كانت أقوى من "الولد الصغير"، إلا أن الدمار الذي سببته هذه القنبلة كان أقل مما حدث في هيروشيما بسبب طبيعة التضاريس. ومع ذلك، تم سحق أكثر من 2 ميل مربع من المدينة وقتل حوالي 73000 شخص. أبلغ اليابانيون واشنطن، التي كانت بعد وفاة روزفلت تحت القيادة الجديدة للرئيس هاري ترومان، بنيتهم الاستسلام في 10 أغسطس، واستسلموا رسميًا في 14 أغسطس 1945.

ندم أوبنهايمر

وارتفع رصيد أوبنهايمر بالإعلام كـ"أبو القنبلة الذرية"  father of the atomic bomb". لكن الدمار النووي الهائل والوفيات الجماعية لليابان صارت تطارد haunt أوبنهايمر. وتشعره بالندم وبمسؤوليته عن الضحايا الأبرياء. وفي 17 أغسطس، سافر أوبنهايمر لواشنطن لتسليم رسالة إلى وزير الحرب هنري ستيمسون Henry Stimson يعرب فيها عن اشمئزازه ورغبته في حظر الأسلحة النووية.  وفي أكتوبر التقى بالرئيس هاري ترومان President Harry Truman  وسار الاجتماع بشكل سيء بعد أن قال أوبنهايمر إنه شعر بأن "يديه ملطختان بالدماء". أثار ذلك غضب ترومان، وأخبر لاحقًا سكرتير وزارة الخارجية دين أتشيسون  Dean Acheson: "لا أريد أن أرى ابن العاهرة هذا في هذا المكتب مرة أخرى".

"I don't want to see that son-of-a-bitch in this office ever again".، واستقال من المشروع في اكتوبر 1945، ولخدماته، حصل أوبنهايمر على وسام الاستحقاقMedal for Merit  من الرئيس ترومان عام 1946.

وفي عام 1947، أصبح أوبنهايمر مديرًا لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسي، Institute for Advanced Study in Princeton وترأس اللجنة الاستشارية العامة المؤثرة للجنة الطاقة الذرية الأمريكية المنشأة حديثًا U.S. Atomic Energy Commission..  وضغط لأجل السيطرة الدولية على الطاقة النووية لتجنب الانتشار النووي وسباق التسلح النووي مع الاتحاد السوفيتي. وعارض خلال نقاش حكومي 1949-1950 تطوير القنبلة الهيدروجينية (التي صممها إدوارد تيلر، بقوة أكبر 1000 مرة من القنبلة الذرية)) لأسباب أخلاقية، وأيده إنريكو فيرمي، لكنهما أثارا غضب البعض بالحكومة الأمريكية بسبب الحرب الباردة المتوترة مع الاتحاد السوفيتي.

وبعد تفجير أول قنبلة انشطارية سوفيتية  detonation of  the first Soviet fission bomb في أغسطس 1949، شكّت أمريكا بوجود جاسوس بينها. وخلال الذعر الأحمر الثاني Second Red Scare (تصاعد الخطر الشيوعي بعد الحرب)، أدت مواقف أوبنهايمر وتوصيته بإجراء محادثات الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي، مع ارتباطاته السابقة بالحزب الشيوعي الأمريكي، لمؤامرة خفيه تعتبره زورًا، الجاسوس الذي مررَ أسرار القنبلة الذرية للاتحاد السوفيتي (اتضح فيما بعد أنه الفيزيائي الألماني Klaus Fuchs بالمشروع).

مؤامرة الحسّاد ضد شهرة أوبنهايمر 1953:

حين عُيِّن لويس شتراوس Lewis Strauss رئيس AEC عام 1953 كان مستاءً شخصيًا من أوبنهايمر لتجاهله ولرفض مخاوف شتراوس بشأن تصدير النظائر المشعة. وظن شتراوس أن أوبنهايمر قد قلب أينشتاين ضده، بناء على محادثات أوبنهايمر مع أينشتاين وتجاهل التعامل مع شتراوس، إذ تجاهل أينشتاين شتراوس بتعابير وجهه بعد تحدثه مع أوبنهايمر. وفي جلسة تحقيق لمدة شهر، تعرض أوبنهايمر للخيانة من قبل تيلر وشركاء آخرين. واستغل شتراوس ارتباطات أوبنهايمر السابقة بأعضاء الحزب الشيوعي. وبالرغم من شهادة فيرمي وأقرأن أوبنهايمر دفاعًا عنه، تم إلغاء التصريح الأمنيsecurity  clearance لأوبنهايمر عام 1954، مما أضر بإسمه وشهرته. حطم التحقيق نفسية أوبنهايمر وصار غير ذات الشخص المعروف. وأنهى فعليًا وصوله للأسرار الذرية للحكومة وبالتالي انتهاء حياته المهنية كفيزيائي نووي. وجُرِّد من نفوذه السياسي.

لكن في جلسة تحقيق شتراوس اللاحقة في مجلس الشيوخ لدعم وزير التجارة، أدلى هيل بشهادته حول دوافع شتراوس الشخصية في هندسة سقوط أوبنهايمر، فصوّت مجلس الشيوخ الأمريكي ضد ترشيح شتراوس. واتضح أن محادثات أينشتاين وأوبنهايمر لم يكن لها أي علاقة بشتراوس.

واصل أوبنهايمر إلقاء المحاضرات في الفيزياء. وفي عام 1963، حصل على جائزة إنريكو فيرمي Enrico Fermi Award   كبادرة لإعادة تأهيله السياسي. توفي بعد أربع سنوات بسرطان البلعوم. وفي ديسمبر 2022، أمرت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم Jennifer Granholm بإلغاء قرار عام 1954 الذي يقضي بحرمان أوبنهايمر من التصريح الأمني.

وصدر حديثاً الفيلم السينمائي: (أوبنهايمر Oppenheimer) تموز 2023 اعتماداً على كتاب سيرته: (بروميثيوس الأمريكي: انتصار ومأساة ج. روبرت أوبنهايمر) . بروميثيوس Prometheus بالاساطير الإغريقية هو الإله تحدى الآلهة الأولمبية وسرق النار منهم وإعطاها للبشرية في شكل نار التكنولوجيا والمعرفة والحضارة. يشتهر بروميثيوس بذكائه الخارق وكونه بطلاً للبشرية وراعي الفنون والعلوم الإنسانية فعوقب بالحبس ونسرٍ ينهش كبده باستمرار فيتجدد كبده في كل مرة مع العذاب الأبدي.

إرث مشروع مانهاتن

عام 1964، وضع ليندون جونسون حدًا لاحتكار الحكومة الأمريكية للطاقة النووية من خلال السماح بالملكية الخاصة للمواد النووية. وصارت تقنية الانشطار النووي التي أتقنها مهندسو مشروع مانهاتن أساسًا لتطوير المفاعلات النووية، ومولدات الطاقة، والابتكارات الأخرى، كأنظمة التصوير الطبي (وآلات التصوير بالرنين المغناطيسي) والعلاج بالنظائر المشعة لأنواع السرطانات.

أجيال الحروب generations of warfare هناك خمسة أجيال من الحرب:

1. تشير حروب الجيل الأول للمعارك القديمة ancient battles التي خاضت بقوة بشرية ضخمة، باستخدام تكتيكات الكتائب والخطوط والطوابير للجنود النظاميين الذين تحكمهم الدولة. انتهى هذا الجيل منتصف القرن 19 بسبب التحسينات السريعة في مدى ودقة أنظمة الأسلحة النارية.

2. تشير حرب الجيل الثاني إلى الحرب الصناعية، التي تطورت بعد اختراع البنادق وأسلحة تحميل المؤخرة واستمرت من خلال تطوير المدفع الرشاش والنيران غير المباشرة (القذائف والصواريخ البدائية). يسبق هذا الجيل استخدام المركبات الآلية في المعركة.

3. تركز حرب الجيل الثالث على استخدام تكتيكات التكنولوجيا الحديثة للاستفادة من السرعة والتخفي stealth والمفاجأة والإنزال خلف خطوط العدو. بدأت الوحدات المدرعة والطائرات العسكرية والقوات المحمولة جوًا والصواريخ الإستراتيجية البعيدة المدى (وعابرة القارات) في لعب دور حاسم بشكل متزايد في العمليات، مع تطوير استراتيجيات مثل الحرب الخاطفة Blitzkrieg والعمليات العميقة. وتشكل الأسلحة النووية ذروة جيل الحرب الثالث.

4. حروب الجيل الرابع تمثل أشكالاً من الحرب اللامركزية، واختفاء الحدود الفاصلة بين الحرب والسياسة، وبين المقاتلين والمدنيين بسبب شبه فقدان الدولة لإدارة هذه القوات المقاتلة، والعودة لأنماط الصراع الشائعة في عصور ما قبل الحداثة. تلعب جماعات حرب العصابات والمقاولون العسكريون الخاصون والمنظمات شبه العسكرية دورًا بارزًا في حرب الجيل الرابع. وأمثلة هذه التنظيمات: تنظيم القاعدة بمختلف فروعه، حزب الله، وتنظيم الدولة داعش. وجيل الحرب هذا يهدف لتقويض العدو من داخله دون تدخل أجنبي.

5. تدار حروب الجيل الخامس من خلال العمل العسكري غير الحركي non-kinetic military action، مثل الهندسة الاجتماعية (القرصنة الإلكترونية) والمعلومات المضللة misinformation والهجمات الإلكترونية cyberattacks، إلى جانب التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي artificial intelligence  والأنظمة المستقلة بالكامل fully autonomous systems. وتشكل الطائرات القاتلة المصغرة بلا طيار killer micro-drones ذروة الجيل الخامس.

الذكاء الاصطناعي؟

هو إنشاء برامج لأجهزة الحاسوب أو روبوت مبرمج بحاسوب يمكنها التفكير كما يفعل البشر. وتصمم أجهزة الحاسوب على غرار الدماغ البشري الذي يتكون أساسًا من شبكة من الخلايا العصبية، وتم تطوير أول شبكة عصبية اصطناعية عام 1954. ومع مطلع القرن 21 كانت الشبكات العصبية الاصطناعية قادرة على مجموعة مهام معقدة كالتعرف على الوجوه والبيانات المرئية. إن الغرض الأساسي من الذكاء الاصطناعي هو أن يكون لدى البشر أو الشركات آلة تفكر بشكل أسرع وأكثر كفاءة من البشر أنفسهم.

يعرّف الروبوت بأنه "جهاز مناور قابل للبرمجة". تم إنشاء أقدم الروبوتات أوائل خمسينيات القرن 20 من قبل جورج ديفول George Devol من كنتاكي Kentucky. اخترع وحصل براءة الاختراع للروبوت "Unimate" من "Universal Automation".

لكن رائد مختبر الذكاء الاصطناعي (لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) هو العالم الأسترالي رودني بروكس Rodney Brooks، وصمم الروبوت المتنقل (المحمول) هيربرت Herbert عام 1989 (سماه على اسم زميله بمختبر الذكاء الاصطناعي هربرت سايمون)، الذي يزدحم مكتبه بعلب الصودا الفارغة. يتجول هربرت في المكاتب والطاولات بحثًا عن علب الصودا الفارغة ليلتقطها ويتخلص منها.

ومنذ اكتشاف هربرت صممت مجموعة بروكس وطلابه روبوتات أخرى لتطهير حقول الألغام واستكشاف المِرِّيخ بالإضافة للروبوت Cog 1993 والذي تزداد معرفته بشكل متزايد خلال تفاعلاته مع البيئة. كان Cog روبوتا شبيها بالبشر ويمكنه تتبع الوجوه، والإمساك واللعب بالأشياء.

أنواع الذكاء الاصطناعي

• الذكاء الاصطناعي الضيق: يتخصص بمجال واحد كالتي تتغلب على بطل العالم في الشطرنج (وهو الشيء الوحيد الذي تفعله).

• الذكاء الاصطناعي العام: ويشير إلى حواسيب بمستوى ذكاء الإنسان في جميع المجالات وتأدية أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، ويعد تصميم هذا النوع أصعب بكثير من الذكاء الاصطناعي الضيق، ولكنه لم يصل لمستوى الإنسان.

• الذكاء الاصطناعي الفائق: وهو فكر أذكى بكثير من أفضل العقول البشرية في كل مجال تقريبًا بما في ذلك الإبداع العلمي والحكمة العامة والمهارات الاجتماعية.

أهمية الذكاء الاصطناعي

في 2018، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة Google، أن الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر تأثيرًا على البشرية من الكهرباء.

 لكن السؤال: هل ستسيطر التطورات التكنولوجية على العالم؟ وهل ستساعد البشرية أم تدمرها؟

يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كل قطاع صناعي وعلى كل إنسان على هذا الكوكب كما ويعد المحرك الأساسي لجميع التقنيات الناشئة كجمع البيانات الضخمة والقوائم الطويلة والروبوتات وإنترنت الأشياء.

يزيد الذكاء الاصطناعي كفاءة الأعمال وسرعة تنفيذها، كما في مجال الرعاية الصحية إذ يسرّع تشخيص الأمراض ونتائج المرضى، وتفادي إجراء الفحوصات المخبرية الروتينية غير الضرورية، وتضييق دائرة التحاليل المخبرية للمريض، وتحسين سير العمل السريري، والتنبؤ بالأمراض المُكتسبة من المستشفيات.

وللذكاء الاصطناعي أهمية في حياتنا اليومية فقد أحدث استخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في مجال صناعة السيارات حيث يستخدم برنامج القيادة الذاتية من جوجل لتقليل نسبة الحوادث وتخفيف الازدحام المروري، وتستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مواقع التجارة الإلكترونية للحصول على صورة واضحة لسلوك العملاء في عمليات الشراء عبر الموقع وتقديم التوصيات، وتستخدم أيضًا شبكات التواصل الاجتماعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل فيسبوك للكشف عن اختراقات المستخدمين.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل القوى العاملة البشرية: رغم مساعدة الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الأعمال، إلا أنه سيكون على حساب العطالة البشرية. وفقًا لصحيفة The Guardian، ستواجه (85٪) من وظائف العملاء تهديدًا بالعطالة بحلول عام 2022.

الحيوانات الأليفة بالذكاء الاصطناعي ستكون روبوتات بحلول عام 2025 تبدو وتشعر وتتصرف كحيوان حقيقي لكن دون الحاجة للاعتناء بها ورعايتها وإطعامها وتنظيفها.

معظم روبوتات الذكاء الاصطناعي مثل المساعدين الصوتيين Alexa وSiri ترد على استفساراتك بصوت امرأة مهذب، إذ تشير الدراسات أن معظم الناس يفضلون صوت الأنثى على الذكر.

يمكن للروبوت الذي تم بناؤه أواخر التسعينيات ويسمى Kismet التعرف على المشاعر من طريق لغة الجسد البشري ونبرة الصوت.

أعاد روبوت بناء نفسه بعد أن لاحظ انخفاض أداءه بعد فقدان اثنتين من أرجله الست. لم يعرف الروبوت المشكلة، لكنه أصلحها عن طريق التجربة والخطأ.

يمكن للذكاء الاصطناعي تعلم أي شيء بسرعة، مما يعني أن ذكاءه آخذٌ في الازدياد. في عام 2013، كان لدى الذكاء الاصطناعي نفس ذكاء طفل يبلغ من العمر 4 سنوات. بحلول عام 2029، سيكون للذكاء الاصطناعي بنفس مستوى ذكاء البشر البالغين.

يمكن للبشر تطوير علاقة رومانسية وجنسية مع دمى امرأة بالذكاء الاصطناعي، بل ويعتقد أن الزواج بين البشر والروبوتات سيصبح قانونيًا بحلول عام 2050. في الوقت الحالي، الروبوتات ليست متقدمة بما يكفي لهذا الغرض.

وحصلت صوفيا وهي إنسان آلي شبيه بالبشر بالذكاء الاصطناعي على الجنسية المضمونة في المملكة العربية السعودية. وأثير الجدل عما إذا كان يجب أن تتمتع الروبوتات بحقوق البشر أم لا.

وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم كثيرة إذ يمكنه الكتابة بمفرده بمواضيع متقدمة كأن يكتب مقالًا عن زلزال في كاليفورنيا على موقع لوس أنجلوس تايمز على الإنترنت، وجمع البيانات من جهاز قياس الزلازل.

وتستطيع برامج الذكاء الاصطناعي التعرف على الصوت وتمييز المتحدث من بين آلاف أو ملايين البشر بسبب ما يُسمى "البصمة الصوتية". بل وتستطيع البرمجة أن تتعرف على الوجه والمواصفات الأخرى مما يجعل لها استخدامات عسكرية ودفاعية بالتعرف على وجوه السياسيين الأعداء والإرهابيين ومن ثم قتلهم.

التقنيات التخريبية الممكنة رقميا DIGITALLY ENABLED DISRUPTIVE TECHNOLOGIES من الخيال إلى الواقع:

تأتي التكنولوجيا التخريبية الرائدة في العالم للتحول الدفاعي إلى بريستول، موطن الابتكار العسكري البريطاني والمشتريات والاستحواذ لاستكشاف التأثير العميق للتقنيات الرقمية على الدفاع والأمن في القرن 21. يقول (بن والاس) عضو البرلمان، ووزير الدولة للدفاع: (لمواجهة تحدياتنا، يجب على الدفاع إعطاء الأولوية للبحوث والتطوير والتجريب، والحفاظ على التميز الاستراتيجي من خلال استغلال المفاهيم المبتكرة والتقدم التكنولوجي المتطور)

To meet our challenges, Defence must prioritise research, development and experimentation, maintaining strategic advantage by exploiting innovative concepts and cutting-edge technological advances ’  Rt Hon Ben Wallace MP, Secretary of State for Defence

صدر إلى الآن فيديوان خطيران عن الأسلحة ذاتية التشغيل وهي الطائرات القاتلة الصغيرة من دون طيار micro-drones.

1. روبوتات الذبح Slaughterbots هو فيديو التسلح العسكري لعام 2017 إذ يقدم سيناريو دراميًا للمستقبل القريب حيث تستخدم أسراب من الطائرات المصغرة الذكاء الاصطناعي وبرامج التعرف على الوجه لاغتيال المستهدفين طبقاً لبرمجة مسبقة. ويمكن أن تصبح أسلحة دمار شامل حقيقية في المستقبل القريب. تم إصداره من قبل معهد مستقبل الحياة  Future of Life Institute من قبل ستيوارت راسل Stuart Russell أستاذ علوم الكمبيوتر في بيركلي Berkeley. سرعان ما انتشر الفيديو على موقع يوتيوب، وحصل على أكثر من مليوني مشاهدة وتم عرضه على اتفاقية الأمم المتحدة في اجتماع الأسلحة التقليدية الخاصة في جنيف UN Convention on Certain Conventional Weapons meeting in Geneva في الشهر نفسه.

https://www.youtube.com/watch?v=9CO6M2HsoIA

تستخدم المروحيات الرباعية بحجم راحة اليد استخراج البيانات بالذكاء الاصطناعي للعثور على أهدافها وقتلها. يأمل صانعو الفيلم الذي تبلغ مدته سبع دقائق بعنوان Slaughterbots أن تلفت الدراما المذهلة الانتباه إلى ما يعتبرونه أزمة تلوح في الأفق - لتطوير أسلحة فتاكة ومستقلة واختيار وإطلاق النار على أهداف بشرية دون توجيه بشري

أصدر الخبراء تحذيرًا تقشعر له الأبدان في مقطع الفيديو الذي يوضح كيف يمكن استخدام طائرات مبرمجة صغيرة بدون طيار كسلاح دمار شامل جديد ليحل بدل الأسلحة النووية كسلاح دمار شامل ولكنه يميز العسكريين المستهدفين دون المدنيين الأبرياء خلاف السلاح النووي الذي لا يميز العسكريين من المدنيين.

ونتيجة لذلك، يتوقع أن تقلل الأسلحة ذاتية التشغيل من الأمن البشري على المستويات الفردية والمحلية والوطنية والدولية.

يقول الخبراء إنهم لا يعتقدون أن تحذيراتهم تؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية!

وكتبوا: "هذا ليس خيال علمي" بل حقيقة واقعة. والقدرات ليست "بعيدة الأمد بعد عقود" كما تدعي بعض الدول في محادثات الأمم المتحدة في جنيف". "وتحت ضغط سباق التسلح، يمكن للمرء أن يتوقع زيادة تصغير miniaturized هذه الأسلحة وإنتاجها بأعداد أكبر وبتكلفة أقل بكثير. وبمجرد إدخال الاستقلالية، يمكن لمشغل واحد نشر الآلاف من Switchblades أو غيرها من الطائرات الصغيرة القاتلة بدون طيار، بدلاً من قيادة طائرة واحدة بدون طيار واحدة إلى هدفها. عند هذه النقطة، سترتفع أرقام الإنتاج بشكل كبير".

2. وتتمة هذه الأسلحة جاءت في فيديو ثان لاحق (2021)، وفيه سيناريوهات افتراضية إضافية للهجمات على المدنيين، ودعا الأمم المتحدة مرة أخرى إلى حظر الأسلحة ذاتية التشغيل التي تستهدف الناس.

يمكن برمجة طائرات بدون طيار صغيرة مستقلة بحجم كف اليد تستخدم التعرف على الوجه والمتفجرات المشكلة للبحث عن الأفراد المعروفين أو فئات الأفراد والقضاء عليهم (مثل الأفراد الذين يرتدون الزي العسكري للعدو).

Slaughterbots – if human: kill

https://www.youtube.com/watch?v=9rDo1QxI260

يقول مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا: إن الأسلحة النووية أصبحت الآن "قديمة obsolete" ويمكن لطلبية بقيمة 25 مليون دولار من الطائرات الصغيرة بدون طيار micro-drones "التي لا يمكن إيقافها" أن تقتل نصف سكان المدينة. وتكنولوجيا الفيديو تهدف لاغتيال المعارضين السياسيين، من أعضاء الكونجرس الحاليين إلى الناشطين الطلبة. تم إنتاج الفيديو بواسطة Space Digital (MediaCityUK)  في لقطات لموقع في جامعة هيرتفوردشايرHertfordshire University وفي إدنبرة Edinburgh 

في أحد مشاهد الفيديو، تنسق الطائرات بدون طيار مع بعضها البعض للوصول إلى مبنى: الطائرة الأكبر بدون طيار تفجر ثقبًا في جدار للسماح بدخول الطائرات الأصغر. يتبع هذه الدراما رجاء (راسل Russell) لمدة أربعين ثانية: "هذا الفيلم القصير هو أكثر من مجرد تكهنات. ويظهر نتائج تداخل وتصغير التقنيات التي لدينا بالفعل ... إن قدرة الذكاء الاصطناعي على إفادة البشرية هائلة، حتى في مجال الدفاع، لكن السماح للآلات باختيار قتل البشر سيكون مدمرا لأمننا وحريتنا".

وفقًا لراسل، "ما كنا نحاول إظهاره هو خاصية الأسلحة الذاتية المستقلة autonomous weapons لتتحول إلى أسلحة الدمار الشامل weapons of mass destruction  تلقائيًا لأنه يمكنك إطلاق ما تشاء ... ولذا نعتقد أن هذا الفيديو سيجعل الأمر واضحًا للغاية". وأعرب راسل أيضا عن رغبته في استبدال مفهوم هوليوود لفيلم Terminator غير الواقعي وغير المفيد، وتحويله لهذه الأسلحة المستقلة بشيء أكثر واقعية.

مستوى التنسيق المستقل بين الطائرات بدون طيار الموضح في Slaughterbots قد يكون غير متوفر حاليًا، لكن هذا بدأ يتغير، مع استخدام أسراب الطائرات بدون طيار للعروض الجوية. 

تعمل وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA) بنشاط على تضمين الجيش الأمريكي لاستخدام أسراب الطائرات (بدون طيار) الفتاكة المستقلة swarms of autonomous lethal drones. وهذه الوكالةDefense Advanced Research Projects Agency (DARPA)  هي وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية مسؤولة عن تطوير التقنيات الناشئة لاستخدامها من قبل الجيش. أنشأها الرئيس دوايت أيزنهاورعام 1958 ردًا على إطلاق الاتحاد السوفيتي لـ سبوتنيك 1 عام 1957. ومن خلال التعاون مع الأوساط الأكاديمية والصناعية والشركاء الحكوميين، تقوم DARPA بصياغة وتنفيذ مشاريع البحث والتطوير لتوسيع حدود التكنولوجيا والعلوم، وغالبًا ما تتجاوز المتطلبات العسكرية الأمريكية المباشرة. قدمت DARPA طلبًا بمقترحات لبناء الذكاء الاصطناعي على أساس أدمغة الحشرات. يسعى البرنامج لبناء ذكاء اصطناعي أصغر حجمًا وأكثر كفاءة من البرامج العادية. وفي فيلم عين في السماء Eye in the Sky (2015) تم عرض طائرتين صغيرتين بدون طيار مستوحاة بيولوجيا من - الطائر الطنان hummingbird وخنفساء beetle - ترسل لقطات فيديو دقيقة للأهداف العسكرية وتجمع الإرهابيين الى قائد المهمة، لاستهدافها عسكريًا.


عدد القراء: 3436

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-