تقنيات تحدد مستقبل الإنسان خلال العقد القادمالباب: 90 يوما

نشر بتاريخ: 2016-05-19 10:12:11

فكر - المحرر الثقافي

في كتابه الصادر عام 2005، تحدث الكاتب والمخترع الأمريكي راي كورزيل عن تصوراته لمستقبل التقنية مؤكدًا أن الفائدة الحقيقية لا تكمن بالوصول لتطبيقات أو أجهزة ذكية أفضل، بل بتحقيق ثورات مهمة في مجالات مثل علم الجينوم وتقنية النانو وصناعة الروبوتات التي شهدت قفزات جيدة خلال الأعوام الماضية، ومن المنتظر أن يثبت العقد القادم ما إذا كانت تصورات كورزيل في محلها أم لا.

علم الجينوم

خلال السنوات الماضية، تمكن مهندسو وادي السيليكون من بناء أنظمة حاسوبية بالغة التقدم، الأمر الذي ساهم بتمكين العلماء من كشف غموض أكثر الألغاز تعقيدًا، وهو "الشيفرة الجينية" الحقل الجديد بعلم الجينوم الذي يعد بفوائد جمة.

إن من شأن التمكن من التعامل مع الشيفرات الجينية أن يجلب إمكانات كبيرة أهمها إيجاد حلول لمرض السرطان حيث يساهم تشكيل خرائط جينية للسرطان في تفعيل وابتكار علاجات جديدة مستندة إلى التركيب الجيني للمرض، وليس فقط على مكان وجوده داخل الجسم.

وتسمح تقنية جديدة تدعى "كريسبر" للعلماء بتعديل سلاسل الحمض النووي، مما قد يمكنهم على سبيل المثال من تعطيل تأثير فيروس نقص المناعة البشرية، والتعامل مع أمراض متنوعة مثل مرض التصلب العصبي المتعدد.

وما يزال علم الجينوم في بداياته الأولى، إلا أنه ينتظر منه أن يشهد تقدمًا مذهلاً خلال عقد من الزمن، بالشكل الذي من شأنه أن يغير وجهة نظر الإنسان حول الأمراض والقضايا التي اعتبر التعامل معها مستحيلاً.

تقنية النانو

تسمح تقنية النانو بالوصول إلى الكثير من المواد الفيزيائية الجديدة، مثل "النقاط الكمية" التي من شأنها إحداث ثورة في عالم الأجهزة الكهربائية، لتساهم بابتكار حواسيب أكثر فعالية وأجهزة تلفاز أرخص تكلفة وأعلى دقة، على سبيل المثال.

ويعد "الغرافين" أحد منتجات تقنية النانو، ويمكن باستخدامه في الصناعة إحداث تغيرات ثورية في مختلف المنتجات، وذلك نظرًا لخواصه الاستثنائية، كالوزن المنخفض جدًّا، والمتانة العالية، مما يجعله مثاليًّا للاستخدام في صناعة الأطراف الصناعية، والأسلاك الناقلة الفائقة من بين عشرات الصناعات الأخرى.

وتفتح تقنية النانو الباب نحو ظهور ابتكارات مستقبلية لا يمكن التنبؤ بها، وينتظر أن تساهم بإحداث نقلات نوعية مهمة في مجالات متنوعة خلال عقد من الزمن.

الروبوتات

تحقق الروبوتات هذه الأيام انتشارًا متسارعًا في حقول متنوعة، حيث أصبح الحصول عليها في متناول الكثيرين. فمثلاً، يعد الروبوت "باكستر" رخيصًا بالشكل الذي يسمح للشركات الصغيرة بشرائه، وآمنا ليعمل إلى جوار الإنسان.

كما ظهرت روبوتات متنوعة يمكن الاعتماد عليها في الأعمال المنزلية، وانتشرت الطائرات المسيرة، التي أصبحت في متناول الجميع، وحظيت بتطبيقات كثيرة للغاية.

ولذلك تعد الروبوتات جزءًا أساسيًّا يعول عليه في تحديد مستقبل التقنية، بل والإنسان خلال الأعوام القادمة، على الرغم من الحقبة الزمنية الطويلة نوعًا ما، التي يستغرقها تطوير الروبوتات.

وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن التقنيات الرقمية الحالية تشكل ثورة في تاريخ البشرية، فإن الثورة التقنية الحقيقية تكمن بالاستخدام الصحيح للتقنيات المذكورة والتي من شأنها إحداث تغييرات فعلية وقفزات كبيرة في مستقبل البشرية.

 

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية


عدد القراء: 5439

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-