إيموجي: عندما لا تكفي الكلماتالباب: فنون

نشر بتاريخ: 2018-10-12 11:14:19

فكر - المحرر الثقافي

صور الرموز التعبيرية «إيموجي» المستمرة في التطور

"إيموجي" هي أيقونات على الأجهزة الرقمية عبارة عن صور تستخدم كحروف أو رموز للتعبير على المشاعر والأحداث. وكلمة إيموجي emoji هي مصطلح باللغة اليابانية مكون من كلمتي "إيه e" وتعني صورة و"موجي moji" وتعني حرف.

صور الرموز التعبيرية "إيموجي" وتعرف أيضًا برموز المشاعر، والتي بدأ ظهورها من داخل ثقافة الهواتف المحمولة في اليابان، قد أُدخلت بعد ذلك في عام 20 بفضل تحركات من أبل Apple وجوجل Google وغيرها، في نظم الحروف الدولية الموحدة يونِكود 6.0  (Unicode 6.0) وأصبحت تستخدم اليوم في هواتف الأيفون، خدمات مجانية للبريد الإلكتروني على الإنترنت مثل Gmail، والشبكات الاجتماعية مثل Facebook و Twitter Tumblr إلى آخره.

القصة الخفية وراء ولادة صور الرموز التعبيرية "إيموجي"

إن النموذج الأولي لصور الرموز التعبيرية "إيموجي" الحالية كان عبارة عن مجموعة تتكون من 176 صورة بأبعاد 12x12 بكسل خاصة لاستخدامات الهاتف المحمول والإنترنت قام بصنعها كوريتا شيغيتاكا، الذي كان وقتها عام 1998 موظفًا في شركة NTT DoCoMo (موظف تنفيذي في شركة Dwango حاليًا)، وذلك من أجل أن تستخدم في أول نظام أساسي لخدمة الإنترنت الخاصة للهاتف المحمول في العالم i-mode المطور من DoCoMo. وحيث أن الاتجاه السائد في الخطابات اليابانية يميل إلى استخدام الكثير من عبارات اصطلاحية لجمل التحية والتهنئة بالفصول المختلفة وغيرها مما يجعلها طويلة، فقد جاءت فكرة كوريتا في عمل الايموجي لتكون أيقونات تعبّر مباشرًا على هذه الجمل ببساطة وتظهر المشاعر الكامنة خلفها. والكثير من التعبيرات التي فكر بها وأخرجها كوريتا بكل ما أوتى من قوة، حيث أنه لم يكن قد درس أو له صلة بعلم التصميمات، كانت أفكار وخيالات متبعثرة من الكانجي ورسومات المانغا التي كان يقرأها في الصغر.

وقد تقدمت DoCoMo حينها لتسجيل الإيموجي من أجل الحصول على حقوق الطبع والنشر ولكن لم تحصل عليها حيث قيل إنها إذا كانت مجرد صور لا تتعدى أبعادها 12x12 بكسل فيمكن لأي شخص عمل مثل تلك التعبيرات. لذلك فقد تمكنت الشركات المنافسة الأخرى من استخدام الإيموجي الخاصة بـDoCoMo بحرية وهو ما أدى إلى انتشار وتوسع ثقافة الإيموجي الحالية. وتعتبر سهولة الاستخدام وشكلها اللطيف والمرح هي من أهم أسباب استخدامها ولكن هناك نقطة أخرى كبرى تتمثل في إمكانية التعبير عن المشاعر وتبادلها في روح من الدعابة.

انتشارها عالميًا

بعد ذلك، قام رئيس شركة سوفت بنك "SoftBank" للهواتف والإنترنت سون ماسايوشي، مع وقت بداية إطلاق نظام التشغيل iOS2.2 للآيفون في اليابان عام 2008، بالتفاوض مباشرة مع ستيف جوبز من أجل تزويد إمكانية استخدام الإيموجي.

في عام 2012 دخلت الوعي العالمي عندما بدأت شركة أبل تستخدمها في الإصدار السادس من نظام التشغيل الرسمي الخاص بها.

ومنذ أن بدأت شركة "أبل" باستخدامها، فقد أجرت بعض التعديلات والإضافات على صور "الإيموجي" الخاصة بها. مثلاً، في العام 2015 أضافت "إيموجي" علم فلسطين إلى بقية أعلام الدول في العالم.

في العام 2013، أدرج قاموس أوكسفورد المرموق باللغة الإنجليزي كلمة "إيموجي" والتي أصلها ياباني، لأنها كانت شائعة الاستخدام في اللغة الإنجليزية.

في العام 2105، أعلنت استديوهات الصورة المتحركة "صوني" أنها ستبدأ باستخدام "الإيموجي" في فيلم سينمائي للصور المتحركة.

وفي العام 2016، تم تحديث إصدارات "الإيموجي" بحيث تضمنت عدة ألوان جلد بدءًا من الأصفر وحتى البني الغامق، في أعقاب الانتقاد الذي أشار إلى عدم وجود تنويع في ألوان الجلد التي تظهر في رموز "الإيموجي".

لكل ثقافة رموزها

في خريطة تفاعلية نشرتها تويتر عرضت أبرز ردود الفعل لرواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر من خلال تعبيرهم في التغريدات بالرموز التعبيرية، كانت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا تستخدم رمز الأسى والحزن الشديد، فيما أطمرت الأبحاث بأن رواد تويتر الآسيويين في اندونيسيا والفلبين يستخدمون الوجه ذو الابتسامة العريضة.

هناك مجموعة من الدول الأكثر عاطفية، مثل السعودية وإيطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية واليابان، حيث كانوا يميلون إلى استخدام رموز مشاعر الحب، وكان الناس في الهند والمكسيك يغلب عليهم الطابع الروحاني والديني.

في حين أن الأستراليين والألمان كانوا يستخدمون رمز اليد بإبهام إلى أعلى «الممتازة»، ويبدو بأن سكان أمريكا الجنوبية يحبون الأغاني والموسيقى الخاصة بهم، إذ إن سكان كولومبيا والبرازيل والأرجنتين يستخدمون رمز النوتات الموسيقية بشكل كبير.

ما زال عمر الثورة التقنية والمعلومات لم يبح بكل أسراره. لكن هل هناك. شيء سيلغي الإيموجي؟

 


عدد القراء: 9944

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-