تجار الشكوك: علماء باعوا الذممالباب: مراجعات

نشر بتاريخ: 2018-06-16 11:50:52

فكر - المحرر الثقافي

الكتاب: تجار الشكوك

المؤلف: نعومي أوريسكيس وإريك كونواي

الناشر:دار بلومسبري

عدد الصفحات: 355  صفحة

عندما يعمل العلماء الباحثون في خدمة المصالح الاقتصادية العاتية يطرح هذا الكتاب مجموعة قضايا مهمة، في الوقت المناسب على وجه من الدقة.. بل واليقين. ذلك لأنه يتصدى لمناقشة قضايا محورية بل وخطيرة، وهي مطروحة حاليًّا على ساحة أمريكا وإن كانت تمسّ كذلك مصالح العالم كله، على حد سواء.

ففي أمريكا تنشغل إدارة الرئيس ترامب الحالية بإعادة النقاش بشأن مشاكل البيئة الكوكبية، ومنها مثلاً، وبالذات قضية التساخن العولمي وهي ظاهرة الدفيئة أو الاحتباس الحراري، بكل ما يرتبط بذلك من نتائج ناجمة عن هذه الآفة المنبعثة بفعل تصاعد الغازات الكربونية إلى الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض.

- وفي مقدمة هذه النتائج ظاهرة «تغير المناخ» التي كانت محل إجماع عالمي في مؤتمر باريس المنعقد في أواخر عام 2015. هناك أيضًا الدعوات التي ارتفعت، وما برحت تتصاعد بالتحذير إزاء عادة تدخين لفائف التبغ.

وفي ما أمكن لهذه الآفات – مناخية كانت مثل التساخن، أو سلوكية كانت مثل السجاير، أن تحوز اهتمامات وتحليلات وتحذيرات أوساط شتى.. علمية وبحثية وسياسية أيضًا- فإن الكتاب الذي نطالعه في هذه السطور يعرض للوجه الآخر لعُملة التحذير أو التنبيه أو التصحيح. إنه وجه التبرير والتسويغ إلى حد الخداع والتزوير في بعض الأحيان.

ومن هذا المنطلق استقى المؤلفان عنوان الكتاب الرئيسي على الوجه التالي:

«تجار الشكوك». وكان عليهما إماطة اللثام عن هذه الفئة من التجار أو فلنقل المتاجرين، وهو ما أوضحاه في العنوان الفرعي الذي يقول على وجه من التوضيح أو التفصيل ما يلي: «.. كيف عمدت حفنة من العلماء إلى حجب الحقيقة عن قضايا تتراوح ما بين تدخين التبغ إلى سخونة الكوكب».

والمؤلفان هما: نعومي أوريسكيس- أستاذة الدراسات التاريخية والعلمية في جامعة «هارﭭارد»، إيريك كونواي المتخصص في علم التاريخ في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.

المنطلق الأساسي الذي يصدر عنه المؤلفان كتابهما، يتمثل في تأكيدهما أن مثل هذه الشرذمة من محترفي التشكيك لا تبادر إلى اتباع منطق الرفض الحاسم. إنهم يفضلون أسلوب التشكيك والتأرجح بين جوانب التأكيد والترجيح والتكذيب، وهو ما يترك الجماهير في حال من البلبلة، وهو أيضًا ما يتم لصالح قوى عاتية، منها مثلاً شركات إنتاج التبغ واحتكارات استخدام الفحم في العمليات الصناعية.

ويرى الكتاب أن العلماء الذين يزورون الحقائق يعملون في خدمة مَن يستأجرهم – أو يدفع لهم من الشركات والمؤسسات بهدف العمل على تهيئة وتجهيز وترويج الإحصاءات والأوصاف التي تستهدف إثبات أن المنتوجات الصادرة عن تلك المؤسسات تتصف بأنها مأمونة بل ومفيدة أيضًا.. إنهم أقرب إلى مندوبي المبيعات كما قد نقول.

ويذهب المؤلفان إلى أن منطق التشكيك الذي التزمته مجموعة من العلماء الباحثين كان من نتائجه إحباط أية دعوات جادة لدفع السلطات المسؤولة على مستوى الفرع التنفيذي من الدولة (الحكومة) إلى اتخاذ الإجراءات الفعالة والمطلوبة لإصلاح الأحوال أو اتقاء الأضرار المتعلقة.

كما ألمحنا - باستشراء عادة وإدمان التدخين بكل أنواعه فضلاً عن المواجهة الصريحة والناجزة للأضرار الناجمة عن آفة الاحتباس الحراري بسبب تزايد المحتوى الكربوني في أجواء الكوكب، وهو ما أدى إلى رفع درجة حرارته بكل ما تفضي إليه هذه الظاهرة من أضرار في الحاضر وفي مستقبل الأيام.


عدد القراء: 6352

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-