إمبراطورية الألم: التاريخ السري لأسرة ساكلرالباب: مراجعات

نشر بتاريخ: 2022-02-01 05:45:02

فكر - المحرر الثقافي

الكتاب: "إمبراطورية الألم: التاريخ السري لأسرة ساكلر"

المؤلف: باتريك رادن كييف

الناشر: Doubleday Books

سنة النشر: 21 مايو 2021 

اللغة: الإنجليزية

عدد الصفحات: 560 صفحة.

أصدر الكاتب الصحفي الأمريكي باتريك رادن كييف كتابه "إمبراطورية الألم.. التاريخ السري لأسرة ساكلر"، والذي يحكي قصة عائلة ساكلر الثرية، التي اشتهرت بالأعمال الخيرية، قبل أن يدمر سمعتها دواء أوكسي كونتين المسبب للإدمان.

وفي حين كتب كثيرون عن أزمة عائلة ساكلر وعن ضحايا هذا الدواء، إلا أن كييف يركز في كتابه أكثر على العائلة نفسها، فيتناول في الجزء الأول من الكتاب قصة آرثر ساكلر، وهو الأخ لأكبر لشقيقين آخرين، ولدوا جميعًا في أوائل القرن العشرين لأبوين مهاجرين كانا من الطبقة العاملة.

وكان آرثر بارعًا في التسويق، فاشترى شركة إعلانات صغيرة، وقام بالتسويق لدواء الفاليوم المهدئ، وبدأ في بناء ثروة عائلة ساكلر من خلال ذلك، وبعدها اشترى شركة تصنيع الأدوية "بوردو فريدريك"، والتي تولى أخواه مورتيمر ورايموند إدارتها.

وقد جنى آرثر الكثير من ثروته من التسويق لعقار "الفاليوم"، والذي كان مسببًا للإدمان، ولم يصبح خاضعًا للرقابة سوى في عام 1973، بعد أن كانت شركة "روش" المصنعة له  قد باعت منه بالفعل كميات بقيمة تساوي ملايين الدولارات.

بداية الانحدار

يتناول كييف في الجزء الخاص بآرثر حياته التي كانت تبدو جيدة للغاية، حيث أصبح ثريًا ومهتمًا بجمع الأعمال الفنية الآسيوية. ولم يكن للرجل أي دور في التسويق لدواء أوكسي كونتين الذي تسبب في السمعة السيئة لعائلة ساكلر.

القصة بدأت ببيع ورثة آرثر حصته في شركة " بوردو فريدريك" بعد وفاته لأخويه رايموند ومورتيمر. كان آرثر أول من طمس الخطوط الفاصلة بين صناعة الدواء والتجارة. كما كان رائدًا في تسويق الأدوية الحديثة، ورغم ذلك إلا أن أخطاءه لا تقارن بأخطاء من تولوا الشركة من بعده، خاصة ابن أخيه ريتشارد ساكلر.

تولى ريتشارد منصب رئيس شركة "بوردو فارما" منذ عام 1999 وحتى عام 2003، وكان له دور قوي ومؤثر في الشركة، وكان وراء تطوير دواء أوكسي كونتين المسكن للألم. وقاد ريتشارد حملة لتسويق هذا الدواء حتى وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء عام 1995.

حقق هذا الدواء إيــرادات ضـخـمــة للشركة، وصلت إلى خمسة وثلاثين مليار دولار، لكنه من ناحية أخرى كان مسببًا للإدمان، وتسبب في أزمات صحية لكثيرين، ومات بسببه مئات الآلاف من الأشخاص. يكشف كييف من خلال كتابه كيف استفاد ريتشارد وعائلة ساكلر من الأرباح التي حققها دواء أوكسي كونتين.

ظل ريتشارد وعائلة ساكلر لفترة طويلة يبدون بالنسبة للجميع لا يعرفون شيئًا عما يحدث داخل الشركة، لكنهم في الحقيقة كانوا يعرفون كل شيء. ويسرد كييف في كتابه تقارير عن عصابات المخدرات المكسيكية، حيث لاحظ زيادة مبيعاتها من الهيروين. يرتبط هذا الأمر ارتباطًا وثيقًا بالزيادة الكبيرة في استخدام المواد الأفيونية الموصوفة طبيًا، فعندما لا يتمكن المدمنون من الحصول على دواء أوكسي كونتين، فإنهم يتجهون لشراء الهيروين.

يؤكد كييف على أن عائلة ساكلر استخدموا أموالهم لإقناع الأشخاص بدواء أوكسي كونتين، بداية من الموظف في إدارة الغذاء والدواء، الذي حصل على وظيفة في "بوردو" براتب يبلغ 400 ألف دولار سنويًا، بعد عام واحد فقط من الموافقة على الدواء، وحتى المحامي الذي تحول من كونه واحدًا من أوائل الأشخاص الذين دقوا جرس الإنذار حول الدواء، إلى مستشار لدى الشركة.

من الجدير بالذكر أن نحو 500 ألف أمريكي وافتهم المنية بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية منذ عام 1999، وأصبح ملايين آخرون مدمنين، ورغم أن عائلة ساكلر لا تتحمل مسؤولية إدمان وموت كل هؤلاء، إلا أنها تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، ذلك لأنهم روجوا بشكل كبير لدواء "أوكسي كونتين"، وصار الأطباء يكتبونه بشكل عادي للمرضى كمسكن للألم.

وبدأ المرضى يدمنونه، بينما كانت الشركة على الجانب الآخر تواصل الترويج لمنتجها وجني مليارات الدولارات من ورا بيعه. وقد أقيمت آلاف الدعاوى القضائية ضد "بوردو فارما"، حتى اضطرت الشركة إلى إعلان إفلاسها في عام 2019، وقالت في بيان إنها ستتنازل عن كل أصولها لصالح الشعب الأمريكي.


عدد القراء: 2021

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-